للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووكَّل الله سبحانه بالجبال ملائكةً، وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه جاءه ملك الجبال يسلّم عليه، ويستأْذنه في هلاك قومه إن أحبَّ، فقال: «بَلْ أَسْتَأني بهم (١)؛ لَعَلَّ الله أنْ يُخْرِجَ منْ أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُد الله، لا يُشْرِكُ به شيئًا» (٢).

ووكّل بالرّحِم ملكًا يقول: يا ربِّ نطْفةٌ؟ يا ربِّ علقةٌ؟ يا ربِّ مضغةٌ؟ يا ربّ ذكرٌ أم أُنثى؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ وشقيٌّ أم سعيد؟ (٣).

ووكّل بكل عبدٍ أربعةً من الملائكة في هذه الدنيا: حافظانِ عن يمينه وعن شماله يكتبان أعماله، ومُعَقِّبَاتٌ من بين يديه ومن خلفه، أقلُّهم اثنان، يحفظونه من أمر الله.

ووكَّل بالموت ملائكةً، ووكَّل بمُساءلة الموتى ملائكةً في القبور، ووكَّل بالرَّحمة ملائكةً، وبالعذاب ملائكةً، وبالمؤمن ملائكةً يُثَبِّتونه، ويَؤزُّونه إلى الطاعات أزًّا، ووكَّل بالنَّار ملائكةً يبنونها، ويُوقدونها، ويصنعون [٢٢ ب] أغلالَها وسلاسلَها، ويقُومون بأمرها، ووكَّل بالجنة ملائكةً يبنونها، ويفرشونها (٤)، ويصنعونَ أرائكها، وسُرُرَها، وصِحافها، وَنمارِقَها، وزَرابيَّها.


(١) ش: «لهم».
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٣١، ٧٣٨٩)، ومسلم (١٧٩٥) من حديث عائشة.
(٣) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (٣١٨)، ومسلم (٢٦٤٦) عن أنس.
(٤) ت: «يغرسونها».

<<  <  ج: ص:  >  >>