للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا قيل في مدح بعض الكُرَماء (١):

وتأْخذُه عندَ المَكَارِم هِزَّةٌ ... كما اهْتَزَّ عندَ البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ

قال شاعرُ الحماسة (٢):

تراهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهَلِّلًا ... كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائِلُهْ

وكثيرٌ من الأجواد يعشقُ الجودَ أعظمَ عِشق، فلا يصبِرُ عنه مع حاجته إلى ما يجودُ به، ولا يقبلُ فيه عَذْلَ عاذلٍ، ولا تأخذُه فيه لومةُ لائم، وأما عشَّاق العلم فأعظمُ شَغَفًا به وعشقًا له من كل عاشقٍ بمعشوقِه، وكثيرٌ منهم لايشْغَلُهُ عنه أجملُ صورة من البشر.

وقيل لامرأةِ الزُّبَيْر بن بكَّار ـ أو غيره ـ: هنيئًا لكِ؛ إذ ليست لك ضَرَّة، فقالت: والله لهذه الكتبُ أضرُّ عليَّ من عِدَّة ضرائرَ!


(١) البيت لأبي الشغب العبسي كما في «الحماسة» (١/ ١٥٤)، و «بهجة المجالس» (١/ ٧٧٣، ٧٧٤). وفي «شرح الحماسة» للتبريزي (١/ ١٤٤): قال أبو عبيدة: الشعر للأقرع بن معاذ القشيري. والقصيدة التي منها هذا البيت بلا نسبة في «أمالي القالي» (٢/ ٣)، وانظر: «سمط اللآلي» (٢/ ٦٢٩، ٦٣٠).
(٢) هو زهير بن أبي سلمى كما في «ديوانه» (ص ١٤٢)، والبيت ليس في «الحماسة»، ولا زهير من شعرائها. نعم نُسِب البيت لعبد الله بن الزَّبير الأسدي ضمن قصيدة له في «الأغاني» (١٤/ ٢٢٧)، وهو من شعراء الحماسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>