للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت القتيلُ بكلِّ مَنْ أحْبَبْتَه ... فاخْتَرْ لنفسِكَ في الهوى مَنْ تَصْطفي

فإذا كانت المحبَّةُ بالمشاكلة والمناسبة ثبتت وتمكَّنت، ولم يُزِلْها إلا مانعٌ أقوى من السَّبب، وإذا لم تكن بالمشاكلة فإنَّما هي محبةٌ لغرضٍ من الأغراض، تزولُ عند انقضائه وتضمحِلُّ. فمن أحبّكَ لأمرٍ ولَّى عند انقضائه، فداعي المحبَّة وباعثُها إن كان غَرَضًا للمحبِّ لم يكن لمحبَّته بقاءٌ، وإن كان أمرًا قائمًا بالمحبوب سريعَ الزوال والانتقال زالت محبَّتُه بزواله، وإن كان صفةً لازمةً له (١) فمحبَّتُه باقيةٌ ببقاء داعيها، ما لم يُعارضْه معارضٌ يُوجب زوالَها، وهو إمَّا تغيُّرُ حالٍ في المُحبِّ، أو أذًى من المحبوب، فإنَّ الأذى إما أن يُضْعِفَ المحبَّة، أو يُزِيلَها.

قال (٢):

خذي العفوَ منِّي تستديمي مَوَدَّتي ... ولا تَنْطِقي في سَوْرتي حين أغضَبُ


(١) «له» ساقطة من ش.
(٢) البيتان لشريح القاضي في «الوحشيات» (ص ١٨٥)، و «عيون الأخبار» (٣/ ١١)، و «حماسة الظرفاء» (١/ ١٦٣)، ولأبي الأسود الدؤلي في «ديوانه» (ص ٩٦)، و «الأشباه والنظائر» للخالديين (٢/ ٢٧٤)، و «عيون الأخبار» (٤/ ٧٧)، ولأسماء بن خارجة الفزاري في «الأغاني» (١٨/ ١٢٨)، و «الموشي» (ص ١٤٩)، والتذكرة الحمدونية (٣/ ٣٣٩)، ولعامر بن عمرو البكائي في «حماسة» ابن الشجري (ص ٦٤)، والحماسة البصرية (٢/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>