وتتجلى أهمية الكتاب في أن مؤلفه يركّز دائمًا على التحذير من ارتكاب الحرام وما يفضي إليه من المفاسد والآلام، والدعوة إلى ترك أدنى المحبوبين رغبةً في أعلاهما، والترغيب فيما أعدّ الله للمؤمنين في الجنة، ويذكر لمن ابتُلي بالهوى طرقَ التخلُّص منه بأمور كثيرة، وبها ختم الكتاب.
ولهذه الأمور وغيرها اعتُبر هذا الكتاب أفضل الكتب المؤلفة في هذا الباب، وقد قال الأستاذ أحمد عبيد في مقدمة نشرته (ص: ز ـ ح): «بقي كلمة أحبُّ أن أقولها، وهي أن الكتب المصنفة في الحب هذا أنفعها؛ لأنه جمع إلى لغة الحب وفلسفته ومذاهب الناس فيه لغةَ الشريعة وحكمتها وأدبها، فالقارئ يتنقل في هذه الروضة المؤنقة من فائدة لغوية إلى قاعدة أصولية، ومن نكتة أدبية إلى مسألة فقهية، ومن غيرها إلى غيرها مما لا سبيل إلى استقصائه. أما غيره من الكتب المؤلفة في هذا الشأن فبعضها يَسرُد من أخبار العشاق ما يُزيِّن العشق ويُغري به، ويذكر بعضُها من مدح الهوى وأهله ما يَهوِي بقارئه في دركات الشر والهلاك، وليس في سائرها ما يتنزه عن سوء القول وخَطَل المجون. إن هذا الكتاب قد شُحِن بحمد الله بكل معنى جميل وقول عفيف، فليس فيه ما ينبو السمع عنه من قذع الكلام وفاحش المجون، حتى إنه بَرئ من ذكر السوءات إلا ما ورد منها في الكتاب والسنة».