للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو الهُذَيْل العَلَّاف (١): لا يجوز في دَوْر الفلك، ولا في تركيب الطبائع، ولا في الواجب، ولا في المُمكن أن يكونَ محبٌّ ليس لمحبوبه إليه ميلٌ، وإلى هذا المذهب ذهبَ أبو العباس الناشئ حيث يقول (٢):

عيناكِ شاهِدَتان أنَّكِ مِن ... حَرِّ الهَوى تجدينَ ما أجِدُ

بكِ ما بِنا لكنْ على مَضضٍ ... تتَجَلَّدِينَ ومَا بِنَا جَلَدُ

وقال أبو عُيَيْنَة (٣):

تبيتُ بنا تَهْذِي وأَهْذِي بذكرِها ... كِلانا يُقاسي اللَّيل وهو مُسهَّدُ

وما رَقدت إلا رأتني ضَجِيعَها ... كذاك أراها في الكرى حين أرقُدُ

تُقِرُّ بذنبي حين أغفُو ونلتقي ... وأسألُها يقظان عنه فتجحدُ

كلانا سواءٌ في الهوى غير أنَّها ... تجلَّدُ أحيانًا وما لي تجلُّدُ

وقال عُرْوَةُ بن أُذيْنة (٤):


(١) انظر: «منازل الأحباب» (ص ٤٣)، و «الواضح المبين» (ص ٥٢).
(٢) له في «منازل الأحباب» (ص ٢١٩)، و «الواضح المبين» (ص ٥٣)، وفيه: أن الشعر لكثير، وقال الحصري في «المصون»: للناشئ.
(٣) الأبيات له في «الواضح المبين» (ص ٥٣)، وأخلَّ بها ديوانه المجموع المنشور في مجلة المعهد الفرنسي «بدمشق». والبيت الرابع مع آخر بلا نسبة في «مصارع العشاق» (٢/ ٢٤٥)، و «منازل الأحباب» (ص ٤٤)، و «تزيين الأسواق» (١/ ٣٤٠).
(٤) سبق الأول منهما، وهناك التخريج.

<<  <  ج: ص:  >  >>