مِنْ غيرِ ما فُحْشٍ ولا ريبةٍ ... بل بعناقٍ جائزِ الحدِّ
إنْ كنتَ ما تُفتِي فإنِّي إذًا ... أصيحُ من وَجْدي وأسْتعدي؟
فكتب رحمه الله تعالى الجواب:
يا ذا الذي ذابَ من الوَجْد ... وظلَّ في ضُرٍّ وفي جَهْدِ
اسمعْ فَدَتْكَ النَّفْسُ مِنْ ناصحٍ ... بنصحِه يَهْدِي إلى الرُّشْدِ
لو صحَّ منك العِشْقُ ما جئتني ... تسألُني عنه وتَسْتَعْدِي
فالعاشقُ الصَّادقُ في حُبِّه ... ما باله يسألُ ما عِنْدي
غيَّبَه العِشْقُ فَمَا إنْ يُرى ... يعيدُ في العِشْقِ ولَا يُبْدي
وكلُّ ما تَذْكُرُ مستفتيًا ... حرَّمَه الله على العَبْدِ
إلا لِمَا حلَّله ربُّنا ... في الشَّرعِ بالإبرام والعَقْدِ
فَعَدِّ عن طُرْق الهوى مُعْرِضًا ... وقفْ ببابِ الواحدِ الفَرْدِ
وسَلْه يَشْفيْكَ ولا يَبتلي ... قلبَكَ بالتَّعذيبِ والصَّدِّ
وعِفَّ في العِشْقِ ولا تُبْدِهِ ... واصْبِرْ وَكاتمْ غايَةَ الجُهْدِ
فإن تَمُتْ مُحتسبًا صابِرًا ... تفُزْ غدًا في جنَّة الخُلْد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute