للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقُولي: إنِّي لا أصلُح إلَاّ لملكٍ، أو عالم. فلمَّا قالت له ذلك؛ أخذ في التعلُّم، وما عليه الملوك من آداب المُلْكِ حتى برع في ذلك.

وقال المرْزُباني (١) سُئل أبو نَوْفَل: هل يسلمُ أحدٌ من العِشْق؟ فقال: نعم! الجِلْفُ الجافي؛ الذي ليس له فضلٌ، ولا عنده فهم، فأما من في طبعه أدنى ظُرْفٍ، أو معه دماثة أهل الحجاز وظُرْفُ أهل العراق؛ فهيهات!

وقال علي بن عبدة (٢): لا يخلو أحدٌ من صبْوةٍ؛ إلا أن يكون جافي الخِلْقة ناقصًا، أو منقوص الهمَّة، على خلاف تركيب الاعتدال.

قالوا: ولم يكمُل أحدٌ قطُّ إلا من عشقُه لأهل الكمال وتشبُّهه بهم، فالعالم يبلغُ في العلم بحسب عشقه له، وكذلك صاحبُ كلِّ صناعةٍ وحرفةٍ.

ويكفي أنَّ العاشق يرتاحُ لكريم الأخلاق، والأفعال، والشِّيم؛ لِتُحْمَدَ شمائلُه عند معشوقه، كما قال (٣):

ويرتاحُ للمعروفِ في طلبِ العُلا ... لِتُحْمَدَ يومًا عند ليلى شمائلُه

وقال أبو المِنْجاب (٤): رأيت في الطواف فتًى نحيفَ الجسم، بَيِّن


(١) نقل عنه مغلطاي في «الواضح المبين» (ص ٦٥).
(٢) كما في «الواضح المبين» (ص ٦٥).
(٣) البيت لكثير عزة في ديوانه (ص ٢٤٦). وبلا نسبة في «ديوان الصبابة» (ص ٤٤).
(٤) أخرج عنه الخرائطي (ص ٣٣٦). والخبر والشعر في ديوان الصبابة (ص ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>