للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «والذي بعثني بالحقَّ! ما أنتم في الدُّنيا [٩٤ أ] بأعرف بأزواجكم، ومساكنكُم من أهل الجنة بأزواجهم، ومساكنهم، فيدخلُ رجُل منهمْ على ثنتين وسبعين زوجةً مما يُنشئُ الله، وثنتين من ولد آدم، لهما فضلٌ على من أنشأ الله بعبادتهما الله في الدنيا، يدخلُ على الأُولى منْهُما في غُرفةٍ من ياقُوتةٍ، على سرير من ذهب مُكَلّلٍ باللُّؤْلُؤِ، عليه سبعون زوجًا من سُندُسٍ وإسْتَبْرقِ، وإنهُ ليضعُ يده بين كتفيها، ثُمَّ ينظرُ إلى يده من صدرها، ومن وراء ثيابها، وجلدها، ولحمها، وإنه لينظر إلى مخ ساقها، كما ينظر أحدُكم إلى السِّلك في قصبة الياقوت، كبدُهُ لها مرآةٌ ــ يعني: وكبدُها له مرآةٌ ــ فبينا هُو عندها لا يملُّها ولا تملُّه، ولا يأتيها من مرةٍ إلا وجدها عذراء، ما يفتُرُ ذكرُه، ولا تشتكي قُبُلها، فبينا هو كذلك؛ إذ نُودي: إنا قد عرفنا أنك لا تملُّ، ولا تمل إلا أنه لا منيَّ ولا منيَّةَ إلا أن يكون لك أزواجٌ غيرها، فيخرج، فيأتيهنَّ واحدةً واحدةً، كُلما جاء واحدةً قالت: والله ما في الجنة شيءٌ أحسنُ منك! وما في الجنة شيءٌ أحبُّ إليَّ منك». وهذا قطعةٌ من حديث الصُّور الطويل الذي رواه إسماعيل بن نافع (١).

وفي صحيح مسلم (٢) من حديث أبي موسى الأشعريِّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن للمؤمن في الجنَّة لخيمة من لُؤلؤةٍ واحدةٍ مُجَوَّفةٍ، طولُها


(١) أخرجه البيهقي في البعث والنشور (٦٠٩).
(٢) رقم (٢٨٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>