للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرتُكِ والخطيُّ يخطرُ بيننا ... وقد نهِلتْ منَّا المثقَّفةُ السُّمْرُ

وقال غيره (١):

ولقد ذكرتك والرماحُ كأنَّها ... أشطانُ بئرٍ في لبان الأدهم

فوددْتُ تقبيل السُّيوف لأنها ... برقت كبارق ثغرك المتبسِّم

وفي بعض الآثار الإلهية: «إنَّ عبدي كلَّ عبدي الذي يذكرني وهو مُلاقٍ قِرْنه» (٢). [٩٩ ب]

فعلامةُ المحبة الصادقة ذكر المحبوب عند الرَّغب والرهب، قال بعضُ المحبين في محبوبه (٣):

يذكِّرنِيك الخيرُ والشَّرُّ والذي ... أخافُ وأرجو والَّذي أتوقَّعُ

ومن الذكر الدالِّ على صدق المحبة سبقُ ذكر المحبوب إلى قلب المحبِّ ولسانه عند أول يقظته من منامه، وأن يكون ذكره آخر ما ينام عليه، كما قال قائلهم (٤):


(١) البيتان لعنترة من معلقته، انظر ديوانه (ص ٢١٦).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٥٨٠) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
(٣) البيت بلا نسبة في الحماسة (٢/ ٧١). ولأعرابي من هذيل في البيان والتبيين (٣/ ٣٣٠)، والحيوان (٧/ ١٤٨). ونسب لمجنون ليلى في ديوانه (ص ١٨٩).
(٤) البيت بلا نسبة في الحماسة (٢/ ٧٥)، وفي ذيل الأمالي (٣/ ٧٠) لامرأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>