بقي أن أشير إلى أن للمؤلف كتابًا آخر كبيرًا في المحبة، ذكره في مواضع من كتبه، فيقول:«وقد ذكرنا هذه المسألة مستقصاةً وتوابعها في كتابنا الكبير في المحبة»(مدارج السالكين ٢/ ٥٤ طبعة الفقي)، ويقول في موضع آخر:«وجميع طرق الأدلة تدل على إثبات محبة العبد لربه والرب لعبده، وقد ذكرنا لذلك قريبًا من مئة طريق في كتابنا الكبير في المحبة، وذكرنا فيه فوائد المحبة، وما تثمر لصاحبها من الكمالات، وأسبابها وموجباتها، والرد على من أنكرها، وبيان فساد قوله، وأن المنكرين لذلك قد أنكروا خاصة الخلق والأمر، والغاية التي وجدوا لأجلها»(مدارج السالكين ٣/ ١٩).
ويذكر في «مفتاح السعادة»(١/ ٢١٦) أنه سيُتبعه بعد الفراغ منه «كتابًا في الكلام على المحبة وأقسامها وأحكامها ... ». ويسميه «المورد الصافي والظل الضافي»(طريق الهجرتين ص ١٢٤)[تحقيق الإصلاحي]، و «قرة عيون المحبين وروضة قلوب العارفين»(مدارج السالكين ١/ ٩٢)، فهل هما كتابان أو كتاب واحد؟ الظاهر أنهما عنوانان لكتاب واحد، وعلى كلّ حال فالكتاب الكبير في المحبة غير «روضة المحبين»، فإنه لم يفصّل فيه مثل هذا التفصيل في موضوع محبة العبد للرب والرب للعبد. وظنَّ بعضهم أن «روضة المحبين» هو الكتاب الكبير (١) وهو بعيد.
(١) انظر تعليق الشيخ محمد حامد الفقي على «مدارج السالكين» (٣/ ١٩)، وردَّ عليه الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (ص ٣٠٦)، ولكنه في موضع آخر منه (ص ٢٥٣) يقول: «لعله هو الكتاب الكبير في المحبة ... ».