للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: بل هي مأْخوذة من الحَبِّ جمع حَبَّة، وهو لُبَاب الشيء وخالصُه وأصلُه (١)، فإنَّ الحَبَّ أصلُ النبات والشجر.

وقيل: بل هي مأخوذةٌ من الحُبّ الذي هو إنَاءٌ (٢) واسعٌ يُوضع فيه الشيء فيمتلئ به بحيث لا يَسَع غيرَه، وكذلك قلبُ المحبِّ ليس فيه سَعَةٌ لغير محبوبه.

وقيل: مأخوذة (٣) من الحُبّ، وهو الخشَبات الأربع التي يستقر عليها ما يوضع عليها من جَرَّةٍ أو غيرها، فسُمِّي الحبُّ بذلك؛ لأن المحبَّ يَتحمَّل لأجل محبوبِه الأثقالَ، كما تتحمل [٨ أ] الخَشَباتُ ثِقَلَ ما يوضع عليها.

وقيل: بل هي مأخوذةٌ من حَبَّة القلب وهي سُوَيْدَاؤه، ويقال: ثمرته، فسميت المحبة بذلك؛ لوصولها إلى حَبّة القلب، وذلك قريبٌ من قولهم: ظَهَره: إذا أصاب ظَهْره، وَرَأسَه: إذا أصاب رأْسَه، ورآه: إذا أصاب رِئَته، وبَطَنه: إذا أصاب بَطْنَه، ولكن في هذه الأفعال وصل أثرُ الفاعل إلى المفعول، وأمَّا في المحبة فالأثر إنما وصل إلى المُحِبّ.

وبَعْدُ، ففيه لغتان: حَبَّ، وأحَبَّ، قال الشاعر (٤):


(١) «وأصله» ساقطة من ش.
(٢) «إناء» ساقطة من ش.
(٣) ت: «مأخوذ».
(٤) هو غيلان بن شجاع النهشلي، كما في «اللسان» (حبب)، و «شرح أبيات مغني اللبيب» (٦/ ١١٨) و «التنبيه والإيضاح» لابن بري (١/ ٧٥). والبيتان بلا نسبة في «أمالي اليزيدي» (ص ٦٥)، و «المخصص» (١٢/ ٢٤٢)، والثاني بلا نسبة في «الاقتضاب» (ص ٢٨٣)، و «الخصائص» (٢/ ٢٢٠)، و «شرح شواهد المغني» (٢/ ٧٨٠)، و «شرح المفصل» (٧/ ١٣٨)، و «شروح التلخيص» (٣/ ٦٨)، و «مجمع الأمثال» (١/ ٣٦٢) وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>