وَقَالَ بَعضهم كَانَ ابْن الصّباغ يُحَاسب نَفسه فَمن ذَلِك أَنه قَالَ اعْتبرت نَفسِي فِي مجيئها من بَاب الْمَرَاتِب إِلَى النظامية من غير كلفة ومشقة واعتبرتها فِي طواف الْكَعْبَة سبعا وكلفتها ومشقتها فَعلمت أَن الطّواف حق لسيدي على نَفسِي وَأَن سعيي من بَاب الْمَرَاتِب إِلَى الْمدرسَة لحظ نَفسِي فَمن ثمَّ زَالَت عني فِيهِ الكلفة وَالْمَشَقَّة
قلت بَاب الْمَرَاتِب مَكَان بِبَغْدَاد فِيهِ دَار ابْن الصّباغ وَكَانَ ابْن الصّباغ أول من درس بنظامية بَغْدَاد فَإِن نظام الْملك وَإِن كَانَ إِنَّمَا بناها لأجل الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ إِلَّا أَن أَبَا إِسْحَاق امْتنع أَولا أَن يدرس فِيهَا وَلما جلس للنَّاس أول يَوْم للتدريس أرسل إِلَى الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَكرر سُؤَاله فَلم يحضر فَأذن للشَّيْخ أبي نصر فدرس يويمات يسيرَة ثمَّ وَقع التّكْرَار فِي سُؤال الشَّيْخ أبي إِسْحَاق فَأجَاب ودرس بهَا بَقِيَّة حَيَاته فَلَمَّا توفّي أَبُو إِسْحَاق وَليهَا صَاحب التَّتِمَّة أَبُو سعد الْمُتَوَلِي ثمَّ عزل وأعيد ابْن الصّباغ ثمَّ صرف ابْن الصّباغ فِي سنة سبع وَسبعين فَحَمله أَهله على طلبَهَا فَخرج إِلَى أَصْبَهَان إِلَى نظام الْملك فَلم يجب سُؤَاله بل أَمر أَن يبْنى لَهُ غَيرهَا وَعَاد من أَصْبَهَان فَمَاتَ بعد ثَلَاثَة أَيَّام
توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء وَدفن يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بداره ثمَّ نقل إِلَى بَاب حَرْب وَكَانَ قد كف بَصَره قبل وَفَاته بسنين
وَمن الرِّوَايَة عَنهُ
أخبرنَا صَالح بن مُخْتَار الأشنوي بِمصْر والعز أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن الشَّيْخ أبي عمر بِالشَّام سَمَاعا عَلَيْهِمَا قَالَا أخبرنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الدَّائِم