وعندى أَنه لَا يجوز رِوَايَته بِكَمَالِهِ وَإِنَّمَا يرْوى مِنْهُ مَا صرح بِهِ فَلهَذَا اتبعته واقتصرت على الْقدر الذى ذكره مِنْهُ وَلَو قَالَ لى عَلْقَمَة حَدَّثَنى عمر بن الْخطاب بِحَدِيث إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ لما قلت إِلَّا قَالَ لى عَلْقَمَة حَدَّثَنى عمر بِحَدِيث إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَلم أقل قَالَ لى عَلْقَمَة حَدَّثَنى عمر أَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لكل امْرِئ مَا نوى فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله وَمن كَانَت هجرته إِلَى دنيا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ) وَلَو قلت ذَلِك لَكُنْت كَاذِبًا على عَلْقَمَة فَإِنَّهُ لم يقل لى ذَلِك بل لَو قلت إِن عَلْقَمَة حَدَّثَنى بِحَدِيث إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَالْحَالة هَذِه لكذبت عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لم يحدثنى بِهِ فَافْهَم وَاحْترز وراقب قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من كذب على مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار)
فَإِن قلت قد نقل الْخَطِيب أَن أَبَا بكر الإسماعيلى سُئِلَ عَمَّن قَرَأَ إِسْنَاد الحَدِيث على الشَّيْخ ثمَّ قَالَ وَذكر الحَدِيث هَل يجوز أَن يحدث بِجَمِيعِهِ فَقَالَ أَرْجُو أَن يجوز وَذكر قَرِيبا مِنْهُ عَن أَبى على الزجاجى الطبرى
قلت أفتى الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق فى الْمسَائِل الحديثية الَّتِى سَأَلَهُ عَنْهَا الْحَافِظ أَبُو سعد بن عَلَيْك بِأَن هَذَا لَا يجوز وَهَذَا هُوَ الْأَرْجَح عندى
وَمن حَدِيث دَاوُد
مَا رَوَاهُ أَبُو بكر مُحَمَّد ابْنه عَنهُ قَالَ حَدَّثَنى سُوَيْد بن سعيد قَالَ حَدَّثَنى على ابْن مسْهر عَن أَبى يحيى القَتَّات عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من عشق فعف فكتم فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيد)
قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله أَنا أتعجب من هَذَا الحَدِيث فَإِنَّهُ لم يحدث بِهِ عَن سُوَيْد ابْن سعيد ثِقَة وَدَاوُد وَابْنه ثقتان