وَإِقْرَار مُعْتَبر لَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الْخلَل من لَفظه بل من جَهَالَة مَا سلط عَلَيْهِ وَلذَلِك جزموا فِي اشْهَدْ عَليّ بذلك أَنه استرعاء صَحِيح وَبِه جزم الرَّافِعِيّ أَيْضا وَلَفظه أَو يَقُول اشْهَدْ عَليّ شهادتي بِكَذَا أَو يَقُول إِذا استشهدت على شهادتي فقد أَذِنت لَك فِي أَن تشهد انْتهى
وَمَا قَالَه ابْن الصّلاح يشبه مَا قَالَه ابْن أبي الدَّم فِي الشَّهَادَة على الْإِقْرَار وَقد قدمْنَاهُ فِي تَرْجَمته فِي هَذِه الطَّبَقَة
١٢٣٠ - عُثْمَان بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن خَليفَة الصنهاجي أَبُو عَمْرو بن أبي مُحَمَّد الشَّيْخ الْعَلامَة سديد الدّين التزمنتي
ولد بتزمنت سنة خمس وسِتمِائَة وبرع فِي الْفِقْه ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ وناب فِي الْقَضَاء
وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي معرفَة الْمَذْهَب وَفصل الْخُصُومَات وَكَانَ أحد معيدي الشَّيْخ الْفَقِيه أبي الطَّاهِر الْأنْصَارِيّ خطيب مصر صَاحب الكرامات وَأحد معيدي الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام
قَالَ القَاضِي أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان بن الْعَسْقَلَانِي فِي كِتَابه الَّذِي أَلفه فِي مَنَاقِب الْخَطِيب أبي الطَّاهِر شهدته يَوْمًا يَعْنِي السديد التزمنتي وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ عز الدّين بِإِعَادَة درسه بعد فَرَاغه فشرع فِي إِعَادَته وَأخذ فِي إِيرَاده فأجاد فِي عِبَارَته بِحَيْثُ كَانَ الأفاضل مِمَّن حضر يعْجبُونَ ويطربون وَإِذا حاوله الحاسدون تَلا لِسَان الْحَال {قل للَّذين كفرُوا ستغلبون} انْتهى