قَالَت الْمَرْأَة فَعبر الْكَافِر فِي خيله إِلَى بَاب الْحصن وَقد تحصن النَّاس وضموا أمتعتهم فضجوا بِالْمُسْلِمين وخربوهم فحصر من ذَلِك أهل النَّاحِيَة وَأَرَادُوا الْخُرُوج فَمَنعهُمْ الْعَامِل دون أَن تتوافى عَسَاكِر السُّلْطَان وتتلاحق المطوعة فَشد طَائِفَة من شُبَّان النَّاس وأحداثهم فتقاربوا من السُّور بِمَا أطاقوا حمله من السِّلَاح وحملوا على الْكَفَرَة فتهارج الْكَفَرَة واستجروهم من بَين الْأَبْنِيَة والحيطان فَلَمَّا أصحروا كرّ التّرْك عَلَيْهِم وَصَارَ الْمُسلمُونَ فِي مثل الحرجة فتخلصوا وَاتَّخذُوا دارة يُحَاربُونَ من وَرَائِهَا وَانْقطع مَا بَينهم وَبَين الْخصم وبعدت الْمُؤْنَة عَنْهُم فحاربوا كأشد حَرْب وثبتوا حَتَّى تقطعت الأوتار والقسي وأدركهم التَّعَب ومسهم الْجُوع والعطش وَقتل عامتهم وأثخن الْبَاقُونَ بالجراحات وَلما جن عَلَيْهِم اللَّيْل تحاجز الْفَرِيقَانِ
قَالَت الْمَرْأَة وَرفعت النَّار على المناظر سَاعَة عبور الْكَافِر فاتصلت بالجرجانية وَهِي مَدِينَة عَظِيمَة فِي قاصية خوارزم وَكَانَ ميكال مولى طَاهِر من أبياتها فِي عَسْكَر فَحَث فِي الطّلب هَيْبَة للأمير أبي الْعَبَّاس عبد الله بن طَاهِر رَحمَه الله وركض إِلَى هزاراسب فِي يَوْم وَلَيْلَة أَرْبَعِينَ فرسخا بفراسخ خوارزم وفيهَا فضل كثير على فراسخ خُرَاسَان وعد التّرْك الْفَرَاغ من أَمر أُولَئِكَ النَّفر فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ ارْتَفَعت لَهُم الْأَعْلَام السود وسمعوا أصوات الطبول فأفرجوا عَن الْقَوْم ووافى ميكال مَوضِع المعركة فوارى الْقَتْلَى وَحمل الْجَرْحى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute