وَمِنْه تخميس أَبْيَات التهامي
(سلم أمورك للحكيم الْبَارِي ... تسلم من الأوصاب والأوزار)
(وَانْظُر إِلَى الأخطار فِي الأقطار ... حكم الْمَشِيئَة فِي الْبَريَّة جَار)
(مَا هَذِه الدُّنْيَا بدار قَرَار ... )
(لذات دُنْيَانَا كأحلام الْكرَى ... وبلوغ غايتها حَدِيث مفترى)
(وسرورها بشرورها قد كدرا ... بَينا يرى الْإِنْسَان فِيهَا مخبرا)
(ألفيته خَبرا من الْأَخْبَار ... )
(ازهد فَكل الراغبين عبيدها ... والزاهد الحبر التقي سعيدها)
(وَلَقَد تشابه وعدها ووعيدها ... طبعت على كدر وَأَنت تريدها)
(صفوا من الأقذار والأكدار ... )
(لَا تغترر بوميضها وخداعها ... فوراء مبسمها نيوب سباعها)
(إِذْ لم تعرف فترها من بَاعهَا ... ومكلف الْأَيَّام ضد طباعها)
(متطلب فِي المَاء جذوة نَار ... )
(لَا ترج من حَرْب المطالب مغنما ... ولربما جر التخيل مغرما)
(وَإِذا رضيت الحكم عِشْت مكرما ... وَإِذا رَجَوْت المستحيل فَإِنَّمَا)
(تبني الرَّجَاء على شَفير هار ... )
(الدَّهْر يمْضِي والحوادث جمة ... والرفق هَين والتكالب لَحْظَة)
(وَالصَّبْر لين والتسخط غلظة ... والعيش نوم والمنية يقظة)
(والمرء بَينهمَا خيال سَار ... )