(قَاض مقرّ الْعدْل فِي أبوابه ... فالجور من أرجائها لَا يقرب)
(رَاض الْأُمُور فَأَقْبَلت منقادة ... وزمامها بيدَيْهِ لَا يستصعب)
(مَا قدمُوا يَوْمًا علاهُ لمنصب ... إِلَّا علا قدرا وَقل المنصب)
(يجْرِي الندى للواقفين بِبَابِهِ ... ويصوبهم مِنْهُ السَّحَاب الصيب)
(قَاضِي الْقُضَاة كليم بعْدك لم يزل ... للقرب من ناديكم يترقب)
(لَوْلَا تلهب قلبه بلظى النَّوَى ... مَا بَات وَهُوَ على اللِّقَاء يلهب)
(وَلَقَد ذكرتك والوفود بِمَكَّة ... كل إِلَى الله الْمُهَيْمِن يرغب)
(حطم الْحطيم ذنوبهم وبزمزم ... لَهُم مناهل وردهَا مستعذب)
(والكعبة الغراء أسبل سترهَا ... ودعاؤنا من تَحْتَهُ لَا يحجب)
(ولرحمة الرَّحْمَن من ميزابها ... للطائفين سَحَاب عَفْو يسْكب)
(فطفقت أخْلص فِي الدُّعَاء وظننا ... أَن الْكَرِيم لذاك لَيْسَ يخيب)
(ولفرط شوقي قد نظمت مدامعي ... عقدا يؤلف دره ويرتب)
(ولماء جفني فِي الخدود تدفق ... ولنار قلبِي فِي الضلوع تلهب)
(يَا ذَا الْأُصُول الصاحبية جودكم ... للْأَصْل فِي شرع الندى يستصحب)
(وَلكم إِذا تَعب الْكِرَام من العطا ... يَوْم المكارم رَاحَة لَا تتعب)
(هَا قد بعثت بهَا عروسا لَفظهَا ... بِالسحرِ يَأْخُذ بالقلوب ويخلب)