(وَهبتك فِي الْهوى روحي بوعد ... وبعتك عَامِدًا نَقْدا بدين)
(وَجئْت وَفِي يَدي كفني وسيفي ... فَكيف جَعلتهَا خَفِي حنين)
(وَكم صيرت بعْدك قيد قلبِي ... وَكَانَ جمال وَجهك قيد عين)
(فصرنا نشبه النسرين بعدا ... وَكُنَّا ألفة كالفرقدين)
(علمت بِأَن وَعدك صَار مينا ... لزجري مقلتيك بصارمين)
(وَقلت وَقد رَأَيْتُك خَابَ سعيي ... لَكِن الْبَدْر بَين العقربين)
(فكم دللتني بخيال زور ... وَكم أطمعتني بسراب مين)
(وَهل لَا قلت لي قولا صَرِيحًا ... فَكَانَ الْمَنْع إِحْدَى الراحتين)
(عرفتك دون كل النَّاس لما ... نقدتك فِي الملاحة نقد عين)
(وَكم قد شاهدتك النَّاس قبلي ... فَمَا نظروك كلهم بعيني)
(وطاوعت الفتوة فِيك حَتَّى ... جعلتك فِي الْعَلَاء برتبتين)
(فَلَمَّا أَن خلا المغنى وبتنا ... عُرَاة بالعفاف مؤزرين)
(قضينا الْحَج ضما واستلاما ... وَلم نشعر بِمَا فِي المشعرين)
(أتهجرني وَتحفظ عهد غَيْرِي ... وَهل للْمَوْت عذر بعد ذين)
(وَقلت الْوَعْد عِنْد الْحر دين ... فَكيف مطلتني وجحدت ديني)
(أأجعل لي عَلَيْك سواك عينا ... وَكنت على جَمِيع النَّاس عَيْني)
(إِذا مَا جَاءَ محبوبي بذنب ... يسابقه الْجمال بشافعين)
(وَقلت جعلت كل النَّاس خصمي ... لقد شاهدت إِحْدَى الْحَالَتَيْنِ)
(وَكَانَ النَّاس قبل هَوَاك صحبي ... فَهَل أبقيت لي من صاحبين)