(كَانَ طودا فِي علمه مشمخرا ... مد فِي النَّاس من بنيه ظلالا)
(فبهاء بهَا ونعمت وتاج ... فَوق فرق العلياء راق اعتدالا)
(هُوَ قَاضِي الْقُضَاة صان حماه ... من عوادي الزَّمَان رَبِّي تَعَالَى)
(وهداه للْحكم فِي كل يَوْم ... فِيهِ يرْعَى الْأَيْتَام والأطفالا)
(وحباه الصَّبْر الْجَمِيل ووفاه ... ثَوابًا يهمي سحابا ثقالا)
(ليبيد العدى جلادا وَيَغْدُو ... فَيُفِيد الندى ويبدي الجدالا)
وَقَالَ أَيْضا مِمَّا كتب بِهِ إِلَى الشَّيْخ بهاء الدّين أبي حَامِد أَحْمد
(أهكذا جبل الْإِسْلَام ينهدم ... وَهَكَذَا سَيْفه المسلول ينثلم)
(وَهَكَذَا جَيْشه الْمَعْهُود نصرته ... على أعاديه بعد الْيَوْم ينهزم)
(وَهَكَذَا مجده الراسي قَوَاعِده ... تنحط مِنْهُ أعاليه وتنحطم)
(وَهَكَذَا الْبَدْر فِي أَعلَى مَنَازِله ... وسعده قد محت أنواره الظُّلم)
(وَهَكَذَا الْبَحْر يُمْسِي وَهُوَ ذُو يبس ... من بعد مَا كَانَ بالأمواج يلتطم)
(وَهَكَذَا الدّين قد أزرى بِهِ خنس ... من بعد مَا كَانَ فِي عرنينه شمم)
(وَهَكَذَا كل ميت حل فِي جدث ... بَكَى لَهُ الفاقدان الْعلم وَالْكَرم)
(وَقد نعى الْعدْل مِنْهُ سيرة كرمت ... يحفها الزاهران الْحلم وَالنعَم)