(وَقد سفكت فِي تربه عبراتهم ... وَلَيْسَ ملوما من بهَا كَانَ ذَا سفك)
(مضى حبر هَذَا الدَّهْر جادته رَحْمَة ... تروض قبرا جَامع الْعلم والنسك)
(وأغمد سيف بالشريعة مرهف ... سَطَا بذوي الْعدوان وَالْإِثْم والإفك)
(وغاض بِبَطن الأَرْض بَحر فَضَائِل ... يؤم هداه الْوَفْد بالنحب والفلك)
(يُجيب سؤالا أَو يجود لسائل ... فَمن يشك من جهل وفقر لَهُ يشك)
(وزلزل طود الحكم من بعد مَا علا ... وفَاق سماك الْأُفق مُرْتَفع السّمك)
(حكى السّلف الأخيار دينا وعفة ... ومجموعه فِي الْعلم قد قل من يَحْكِي)
(فَتَاوَاهُ قد سَارَتْ لشرق ومغرب ... وَفِي طيبَة جدواه وَالْحرم الْمَكِّيّ)
(وَأَحْكَامه فِي الْخلق بِالْحَقِّ أيدت ... وأقلامه فِي نصْرَة الدّين كالبتك)
(تملك أحرارا بأنعمه الَّتِي ... قَضَت بولاء تَابع سَابق الْملك)
(وَأدْركَ أوطارا من الْمجد والعلا ... وفاز بِحَمْد الْعَرَب والعجم وَالتّرْك)
(يعزى الإِمَام الشَّافِعِي بِمَوْتِهِ ... وَأَصْحَابه كل لَهُ رزؤه مِنْك)
(عَليّ بعدن سَوف يرقى أرائكا ... وَيُعْطى الَّذِي يرضيه من مَالك الْملك)
(وبالروح وَالريحَان روحك نعمت ... وَإِن كَانَ مِنْك الْجِسْم بِالسقمِ فِي نهك)
(خطبت لحكم الشَّام بعد تعين ... لَهُ وَلَك الْعليا مُعينَة الدَّرك)
(وسيرة عدل سبع عشرَة حجَّة ... سريت وَفِي الأقطار شكرك كالمسك)
(وَكنت بِهِ سترا على كل أَهله ... وَلم تَكُ للعورات حاشاك ذَا هتك)