وَكَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْمُحدثين فِي الدُّنْيَا
وَمن ذَكرْنَاهُ من الثَّلَاثَة قد عرفناك أَنهم مَعَ علو رتبتهم يعترفون لَهُ أما الذَّهَبِيّ فثناؤه عَلَيْهِ قد أنبأناك بِهِ وَقد مَلأ تصانيفه وَأما البرزالي فتلميذه وقارئه فِي دَار الحَدِيث الأشرفية وَغَيرهَا وَأما الشَّيْخ الإِمَام فَلَقَد كَانَ كثير الإجلال لَهُ كَانَ الشَّيْخ الْحَافِظ يَجِيء فِي كثير من الْأَيَّام وَمَعَهُ جمَاعَة من الطّلبَة وجزء من سَماع الشَّيْخ الإِمَام وَرُبمَا كَانَ مِمَّا اشْترك مَعَه فِي سَمَاعه فَيقْرَأ على الشَّيْخ الإِمَام وَعَلِيهِ وَالشَّيْخ الإِمَام مَعَ ذَلِك يُعْطِيهِ من التَّعْظِيم مَا هُوَ مُسْتَحقّ لَهُ
وَلَقَد حكى لي فِيمَا كَانَ يحكيه من تسكين فتن أهل الشَّام أَنه عقب دُخُوله دمشق بليلة وَاحِدَة حضر إِلَيْهِ الشَّيْخ صدر الدّين سُلَيْمَان بن عبد الحكم الْمَالِكِي وَكَانَ الشَّيْخ الإِمَام يُحِبهُ قَالَ دخل إِلَيّ وَقت الْعشَاء الْآخِرَة وَقَالَ أمورا يُرِيد بهَا تعريفي بِأَهْل دمشق