غير أَنى رَأَيْت أَبَا الْعَلَاء المعرى فى رسَالَته الَّتِى سَمَّاهَا رِسَالَة الغفران قد أنكر على ابْن دُرَيْد إنشاد هَذَا الشّعْر على وَجه الإقواء وَذكر أَن الرِّوَايَة الصَّحِيحَة
(وغودر فى الثرى الْوَجْه الْمليح ... )
قَالَ أَبُو الْعَلَاء وَالْوَجْه الذى قَالَه أَبُو سعيد فى تَخْرِيجه شَرّ من الإقواء عشر مَرَّات وَأطَال فى هَذَا
وَحكى أَبُو مُحَمَّد بن جَعْفَر البلخى فى كِتَابه أَن أَبَا مُحَمَّد يحيى بن الْمُبَارك اليزيدى النحوى سَأَلَ الكسائى عَن قَول الشَّاعِر
(مَا رَأينَا خربا نقر عَنهُ الْبيض صقر ... )
(لَا يكون العير مهْرا ... لَا يكون الْمهْر مهر)
فَقَالَ الكسائى يجب أَن يكون الْمهْر مَنْصُوبًا على أَنه خبر كَانَ وفى الْبَيْت على هَذَا التَّقْدِير إقواء
وَقَالَ اليزيدى بل الشّعْر صَوَاب لِأَن الْكَلَام قد تمّ عِنْد قَوْله لَا يكون الثَّانِيَة وهى مُؤَكدَة للأولى ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ الْمهْر مهر ثمَّ ضرب بقلنسوته الأَرْض وَقَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّد
وَكَانَ بِحَضْرَة الْخَلِيفَة فَقَالَ يحيى البرمكى أتكتنى بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالله إِن خطأ الكسائى مَعَ حسن أدبه لأحسن من صوابك مَعَ سوء أدبك
فَقَالَ اليزيدى إِن حلاوة الظفر أذهبت عَنى التحفظ
وَمِمَّا ينْسب لِابْنِ دُرَيْد من الشّعْر
(فَنعم فَتى الجلى ومستنبط الندى ... وملجأ مكروب ومفزع لاهث)
(غياث بن عَمْرو بن الحليت بن جَابر بن ... زيد بن مَنْصُور بن حَارِث)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute