(وَقد شغلت فِينَا الخلائف فتْنَة ... لعبدانهم من تَركهم والديالم)
(بِكفْر أياديهم وَجحد حُقُوقهم ... لمن رَفَعُوهُ من حضيض الْبَهَائِم)
(وثبتم على أطرافنا عِنْد ذَلِكُم ... وثوب لصوص عِنْد غَفلَة نَائِم)
(ألم ننتزع مِنْكُم بأيد وَقُوَّة ... جَمِيع بِلَاد الشَّام ضَرْبَة لَازم)
(ومصر وَأَرْض القيروان بأسرها ... وأندلسا قسرا بِضَرْب الجماجم)
(ألم تنتصف مِنْكُم على ضعف حَالهَا ... صقلية فى بحرها المتلاطم)
(أحلّت بقسطنطينة كل نكبة ... وسامتكم سوء الْعَذَاب الملازم)
(مشَاهد تقديساتكم وبيوتها ... لنا وبأيدينا على رغم راغم)
(أما بَيت لحم وَالْقُمَامَة بعْدهَا ... بأيدى رجال الْمُسلمين الأعاظم)
(وكرسيكم فى أَرض إسكندرية ... وكرسيكم فى الْقُدس فى أورشالم)
(ضممناهم قسرا برغم أنوفكم ... كَمَا ضمت السَّاقَيْن سود الأداهم)
(وكرسى أنطاكية كَانَ بُرْهَة ... ودهرا بِأَيْدِينَا وبذل الملاغم)
(فَلَيْسَ سوى كرسى رومة فِيكُم ... وكرسى قسطنطينة فى المقادم)
(ولابد من عود الْجَمِيع بأسره ... إِلَيْنَا بعزم قاهر متعاظم)
(أَلَيْسَ يزِيد حل وسط دِيَاركُمْ ... على بَاب قسطنطينة بالصوارم)
(ومسلمة قد داسها بعد ذاكم ... بِجَيْش لهام كالليوث الضراغم)
(وأخدمكم بالذل مَسْجِدنَا الذى ... بنى فِيكُم فى عصرنا المتقادم)