قَالَ الرافعى قَالَ الشافعى رَأَيْت امْرَأَة لم تزل تحيض يَوْمًا وَلَيْلَة وروى مثله عَن عَطاء وَعَن أَبى عبد الله الزبيرى
قلت وفى هَذَا النَّقْل عَن الثَّلَاثَة نظر
والمحكى فى كتاب الْمُهَذّب وَغَيره من كتب الْأَصْحَاب عَن كل من عَطاء والشافعى وأبى عبد الله الزبيرى أَنهم رَأَوْا من تحيض يَوْمًا لَا تزيد عَلَيْهِ وَهُوَ مَا رَوَاهُ الأوزاعى رَحمَه الله إِذْ قَالَ كَانَت عندنَا امْرَأَة تحيض بِالْغَدَاةِ وتطهر بالعشى
وَقد عَاد الرافعى بعد ذَلِك فَنقل الرِّوَايَة على الصَّوَاب عَن عَطاء والزبيرى فَقَالَ فى كَلَامه على أَكثر الْحيض عَن عَطاء رَأَيْت من تحيض يَوْمًا وَمن تحيض خَمْسَة عشر وَعَن أَبى عبد الله الزبيرى مثل ذَلِك
وَهَذَا يدْفع نَقله الْمُتَقَدّم وَهُوَ الثَّابِت إِن شَاءَ الله
وقفت للزبيرى على مُصَنف لطيف فى المكاسب وَمَا يحل مِنْهَا وَمَا يحرم حكى فى أَوله قولا لبَعض النَّاس أَن المتكسب حرَام وَهَذِه عِبَارَته اخْتلف النَّاس فى المكاسب فَقَالَ بَعضهم المكاسب كلهَا حَلَال لما يحْتَاج إِلَيْهِ الْإِنْسَان فى نَفسه مِمَّا يقتاته لقُوته وَلما يجمعه من المَال
وَقَالَ آخَرُونَ المكاسب كلهَا مُحرمَة وَلَيْسَ لأحد أَن يكْتَسب وَلَا يضطرب وَإِنَّمَا يَأْخُذ من الدُّنْيَا بلغَة تمسك رمقة وتعل نَفسه فَأَما أَن يكْتَسب فَلَيْسَ ذَلِك لَهُ أَن يفعل وَإِذا فعل كَانَ ذَلِك من ضعف يقينه وَقلة ثقته بربه انْتهى