للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنك أسلمت من أجل الرجال، فقتلت وقتل زوجها، وهما أول قتيلين في الاسلام.

وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها - فشكا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " كيف تجد قلبك؟ " قال مطمئن بالايمان.

فقال الرسول: " إن عادوا فعد ".

هل انتقال الكافر من دين إلى دين كفري آخرى يعتبر ردة؟: قلنا: إن المسلم إذا خرج عن الاسلام كان مرتدا، وجرى عليه حكم الله في المرتدين، ولكن هل الردة قاصرة على المسلمين الخارجين عن الاسلام، أو أنها تتناول غير المسلمين إذا تركوا دينهم إلى غيره من الاديان الكافرة؟.

الظاهر أن الكافر إذا انتقل من دينه إلى دين آخر من أديان الكفر فإنه يقر على دينه الذي انتقل إليه ولا يتعرض له لانه انتقل من دين باطل إلى دين يماثله في البطلان، والكفر كله ملة واحدة، بخلاف ما إذا انتقل من الاسلام إلى غيره من الاديان، فإنه انتقال من الهدى ودين الحق إلى الضلال والكفر.

والله يقول (١) : " ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ".

(٢) وفي بعض طرق الحديث: " من خالف دينه دين الاسلام فاضربوا عنقه ".

أخرجه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا.

وللشافعي قولان: (أحدهما) لا يقبل منه بعد انتقاله إلا الاسلام أو القتل.

وهذا يوافق إحدى الروايتين عن أحمد.

والرواية الاخرى تقول.

إنه إن انتقل إلى مثل دينه أو إلى أعلى منه أقر، وإن انتقل إلى أنقص من دينه لم يقر.

فإذا انتقل اليهودي إلى النصرانية أقر، لان اليهودية مثل النصرانية


(١) هذا مذهب مالك وأبي حنيفة.
(٢) سورة آل عمران.
الآية: ٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>