للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وباللطف والعفو الجميل تولني ... وبالخير، فامنن عند خاتمة الأجل

ومدحه القاضي بهاء الدين محمد بن يوسف بن أحمد:

جاء فيه العذول شيئاً فريا ... قمر قد أباحني الرشف ريا

قيل: هذا بدر التمام، فقالت: ... حسنات الخدود: نحن الثريا

بهواه من عاذلي. وسقامي ... واتهام السلو رحت بريا

وقضيب القوام راح وجسمي ... وصراط الغرام فيه سويا

بت في الوصل في هواه غنياً ... ولهذا هجرت نومي مليا

ومن الصبر عنه رحت فقيراً ... وهو أمسى بكل حسن غنيا

كل من هام في هواه رشيد ... فعذولي عليه راح غويا

ليس قلبي بسقم جفنيه يقوي ... فضعيفان يغلبان قويا

فخلاصي من الغرام عزيز ... وسلوي خلصت منه نجيا

فعسى ذكر رحمة من إلهي ... لي في حب عبده زكريا

شافعي الزمان قاضي القضاة ... قد تلقى الحكم العزيز وليا

هو شيخ الإسلام، وهو إمام ... كان يقتدى به مهديا

قمع الله حين آتاه حكماً ... كل من كان ظالماً مقضيا

ملأ القلب هيبةً وجلالاً ... وعيون الورى جمالاً مليا

وله العلم حلة وشعار ... ولهذا في المجد أضحى سنيا

عالماً عاملاً جليلاً جميلاً ... خاشعاً ناسكاً عزيزاً أبيا

عابداً زاهداً إماماً كبيراً ... محسناً مخلصاً كريماً سريا

أمة قانتاً حنيفاً منيباً ... خاضعاً مخبتاً وفياً صفيا

ملا الخافقين في العلم حتى ... سار عنه معنعناً مرويا

هو ممن يتلى الكتاب عليهم ... فيخرون سجداً وبكيا

ولهذا قد حل من كل حال ... ومقام سام مكاناً عليا

وكانت وفاته - رضي الله تعالى عنه - يوم الأربعاء ثالث شهر في القعدة سنة ست وعشرين وتسعمائة عن مائة وثلاث سنوات، وغسل في صبيحة يوم الخميس، وكفن وحمل ضحوة النهار ليصلى عليه بجامع الأزهر في محفل من قضاة الإسلام، والعلماء، والفضلاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>