للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض أبياتها، وتلقاها بالقبول والاستحسان، ووقوع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة قد تتفق لبعض الأولياء من قبيل الكرامة، وخرق العادة، وقد تقدم نظير ذلك في ترجمة الشيخ جلال الدين السيوطي - رحمه الله تعالى - وبلغه الحسنى وزيادة، ومن أحاسن تائية ابن حبيب رضي الله تعالى عنه:

يا صاح كم ذا التواني والتلاهي وكم ... تسوف العمر ولى في المحالات

الحق يدعوك في الإسحار، فاسع وقم ... وافتح فؤادك، وانشق طيب نفحات

واستحل واستجل أبكار المعاني وطب ... وناج ربك في ترتيل آيات

وأحسن الظن فيه، واستعن به ... فاستغن والجأ إليه في الأمورات

واغرس بقلبك أشجار الوداد له ... واخليه من شوك سعدان الخليقات

وصالح الله وأصلح ما تريد كما ... تطيع مولاك تلقى منه طاعات

لم يعلم المدبرون الشوق منه لهم ... لفطروا كيف في أهل المحبات

إن يمش قاصده يأتيه هرولة ... لبدك اللازم انهض كم إضاعات

دع الزمان وأهليه ونفسك لا ... تذهب عليهم أخا العرفان حسرات

كالوقت من كان معه كيف حل ومن ... أضحى مع الله لا يلهو بأوقات

طوبى لمن فاق كأساً من محبته ... ودام حتى حظي منه بكاسات

من قام بالنفس لم يثبت وقد ثبتا ... من قام في الله في أهنى هنيئات

خوف المحب، وفسق العارفين كذا ... كذب المريد فساد في الطريقات

حدثنا الشيخ العلامة عبد الحي الحمصي الحنفي مد الله ظله، وكان قد استطال عليه بعض من لا يدانيه، وأفحش في تحريه عليه وتعديه، واستنصر في أخذ حقه فلم يجد نصيراً، ونام تلك الليلة مقهوراً، قال: فبينما أنا نائم إذ رأيت في فلاة من الأرض، واسعة الطول والعرض، شيخاً مهيباً عليه الوقار، وهو مرتد بأردية الافتقار، قال: فسألت من هذا الرجل المهيب؟ فقيل لي: إنه الشيخ عبد القادر بن حبيب، قال: فتقدمت إليه، وقبلت يحيه، فقال لي: كيف قلنا في التائية؟ فقلت له: يا سيدي لا أدري ما تريد من أبياتها المرضية، فقال: أما قلت فيها:

إن لم تجد منصفاً للحق دعه إلى ... مولى الموالي ومساك السموات

ومن شعر ابن حبيب - رضي الله تعالى عنه - من قصيدة ذكر منها الشيخ علوان في شرح التائية أبياتاً عديدة:

<<  <  ج: ص:  >  >>