إن أغب عن طلبي ... فشهودي ما كذب
ومما وجدته بخطه والغالب عندي أنه من نظمه أيضاً:
من يكن في خلدي ... ليس شيء يحجبه
دائماً عندي معي ... وفؤادي يطلبه
ذا عجيب كل من ... خاله يستغربه
شمسه إن طلعت ... كان سري مغربه
ومنه ما أنشده في شرحه على تائية ابن حبيب:
بجمع وفرق وفرق وجمع ... وشرع وحق وحق وشرع
ينال الفتى كلما يرتجي ... بتنزيه طرف وإلقاء سمع
وترك هوى باتباع الهدى ... وتقديس سر وتنزيه طبع
عليك بها أيها إنها ... جماع لخير ومفتاح جمع
وقد التمس مني بعض أفاضل الصلحاء أن أكتب لهذه الأبيات شرحاً لطيفاً، فكتبت عليه
تأليفاً منيفاً، لم أر فيه ترتيباً وتصنيفاً، وسميته بالهمع الهتان، في شرح أبيات الجمع للشيخ علوان، وقرأت بخط الشيخ شمس الدين بن طولون في تاريخه وأخبرنا عنه شيخنا الزين ابن سلطان الحنفي وغيره. قال: وفي يوم الأربعاء ثالث عشري جمادى الآخرة يعني سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، وصل إلي كتاب محدث حلب زين الدين بن الشماع الحلبي، وفيه وقد توجهت في العام الماضي سنة أربع وثلاثين إلى حماة في أول رمضان، وأقمت عند شيخ الوقت سيدي علوان الشافعي، فأكرمني وأنزلني في خلوته، وسمعت منه أشياء، وقد أذكرني حاله قول علي بن الفضل بن عياض لأبيه، كما في آخر جزء البطاقة يا أبه ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: يا بني وتدري لم حلي قال لا قال: لأنهم أرادوا به الله تعالى قال: وكذلك أقول: في سيدي علوان نفعني الله تعالى وإياكم، وسائر المسلمين ببركاته قال: ثم قرأ علي ولداه أبو الوفاء محمد وأبو الفتح محمد ثلاثيات البخاري وغيرها، وأنشدت في معنى بعض حديث الثلاثيات لو أقسم على الله لأبره من نظم الشهاب الحجازي.
رب ذي طمرين نضو ... يأمن العالم شره
لا يرى إلا غنياً ... وهو لا يملك ذره
ثم لو أقسم في ش ... يء على الله أبره
قال ابن طولون: قلت وقد أنشدني هذه الأبيات قاضي قضاة مصر الكمال الطويل