للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعي للحافظ زين الدين العراقي، والأول أصوب والله أعلم قال ابن الشماع، وسمع ذلك من لفظي سيدي الشيخ علوان فنظم في معنى ذلك في يومه:

رب ذي طمرين أشعث ... يعتريه وصف غيره

ترك الدنيا اختياراً ... فهو لا يملك ذره

خامل الذكر حقير ... مهمل يجهل قدره

إن دنا يوماً علينا ... فهو مدوفوع بمره

وله جاه وقدر ... عند مولانا وشهره

فهو لو آلى على الل ... هـ يميناً لأبره

هكذا قد صح نقلاً ... في قرون مستمره

إن من كان كهذا ... يرتجي رزقاً ونصره

قاله المختار حقاً ... ناصحاً صحباً وعتره

فعليه الله صلى ... ضعف ألف ألف مره

وكذا أضعاف هذا ... حيث لا يحصى لكثره

وكان سيدي علوان قد سمع الحديث من الشيخ زين الدين بن الشماع انتهى.

وأخذ ابن الشماع الطريق عن سيدي علوان، فكل واحد منهما شيخ للآخر، وتلميذ وذلك يدل على إنصاف كل واحد منهما وإتصافه بالإتضاع وحسن الخلق، وتحصيل الفائدة من كل شيء من أخلاق المؤمنين والصالحين، وقد قرأت في إجازة ابن الشماع للشيخ شهاب الدين الطيبي مقرىء دمشق، وأورعها حين ورد ابن الشماع دمشق في سنة اثنين وثلاثين وتسعمائة، وقد وقفت على الإجازة المذكورة بخط ابن الشماع أن الشيخ علوان أنشده لنفسه بعد سماع سيدي علوان للحديث المسلسل بالأولويه من لفظ ابن الشماع:

استبق للخير تغنم ... وارحم الخلق لترحم

قد روينا في حديث ... مسند ليس ليكتم

إنما رب البرايا ... لأولي الرحمة يرحم

نجل شماع رواه ... وروينا عنه فأفهم

من طريق عن فريق ... سلسلوه فتقدم

وحدثت أن سيدي الشيخ علوان، وسيدي محمد بن عراق حجا معاً، في سنه واحدة

<<  <  ج: ص:  >  >>