فأخبر بقائله ثم أنشد على الوزن والقافية ارتجالاً:
يا من لصب بين أطلالهم ... يهيم لا يرقى له مدمع
ترحلوا فالدار من بعدهم ... لبعدهم أطلالالها بلقع
لا واخذ الرحمن من ضيعوا ... عهدي وإن خانوا وإن ضيعوا
نذرت أن عادوا لهم مهجتي ... هيهات ما في عودهم مطمع
وقال:
ألا لعن الله الخصاصة والفقرا ... فإن سواد الوجه بينهما يطرا
وما الذل إلا فيهما وعليهما ... وما العز إلا بالغنى وهو بي أحرى
ومن يك في الدنيا فقيراً ومعدما ... يجد من بينها المقت والصد والهجرا
فلا تك عن كسب الحطام بغافل ... لتبلغ في الدنيا السعادة والفخرا
وقال سائلاً:
يا أيها الفاضل أوضح لنا ... قضية صحت بلا مين
في رجل فاه بقذف امرىء ... فرتب الحد على اثنين
فأجاب عنه بقوله:
هذا فتى أغرى سدي عبده ... بقذف شخص طاهر العين
فالحد للسيد والعبد في ... قول صحيح عند عدلين
وقال وقرأت بخط العلامة درويش بن طالوا أنه قال في مرض موته:
مرحباً بالحمام ساعة يطرا ... ولو ابتز من مدى العمر شطرا
حبذا الارتحال من دار سوء ... نحن فيها في قبضة القهر أسرى
وإذا ما ارتحلت يا صاح عنها ... لا سقى الله بعدي الأرض قطرا
مات رحمه الله تعالى في سنة خمس وسبعين وتسعمائة ودفن في الفراديس وقال ماماي مؤرخاً وفاته:
مذ عالم الدنيا قضى نحبه ... منتقلاً نحو جوار الإله
قد أغلق الفضل به بابه ... مؤرخاً مات أبو الفتح آه