وقال حاكياً للسان حال الجامع الأموي:
يقول على ما قيل جامع جلق ... ألم يك قاضي الشام عني مسؤولاً
تسلم للأعجام وقفي لأكله ... ويروى لهم عني كتاب ابن مأكولا
أبعد فتى السبكي أعطى لسيبك ... وبعد الأمام الزنكلو لزنكولا
أقاموه لي قرداً بشباك مشهد ... وضموا له قرداً على الرفض مجبولا
يثمل كل أكل مالي بأسره ... فلا بلغ الله الأعاجم مأمولا
وقال في جامع يلبغا وكان ملازماً للتردد إليه للتنزه:
كم نزهة في يلبغا تبتغي ... ومدرج لم يخل من دارج
يا حسنه من جامع جامع ... فاق على الزوراء من عالج
يموج في بركته ماؤها ... تحت منار ليس بالمايج
مأذنه قامت على بابه ... تشهد للداخل والخارج
وقال فيه:
إلى يلبغا فارق أعلى الدرج ... بشرقيه تلق باب الفرج
وخذ يمنة منه نحو الشمال ... تصادف هنالك باب الفرج
ومل مسرعاً نحو غربيه ... تجد باب عرف نسيم الأرج
ومن حوله عصبة لم تزل ... لها تحت سرحته مفترج
تقضي نفائس أوقاتها ... بأخبار من قد مضى أو درج
فإن كنت عن حالهم سائلاً ... فليس على مثلهم من حرج
ولما وقف الشيخ أبو الفتح على قول القائل:
هذه القهوة هذي ... هذه المنهي عنها
كيف تدعى بحرام ... وأنا أشرب منها
فقال:
أقول لقوم قهوة البن حرموا ... مقالة معلوم المقام فقيه
فلو وصفت شرعاً بأدنى كراهة ... لما شربت في مجلس أنا فيه
ومن لطائفه أنه سئل عن قائل هذا البيت:
لا ضر أحبابي ولا روعوا ... غبنا فما زاروا ولا ودعوا