فأجاب والده بقوله:
قد يمنع المضطر من ميتة ... إذا عصى بالسير في طرقه
لقدرة منه على توبة ... توجب إيصالاً إلى رزقه
لو لم يتب مسطح من ذنبه ... ما عوقب الصديق في حقه
فلما وقف الأخ رحمه الله تعالى على ذلك قال كالمجيب عن ولد الشيخ إسماعيل لولده:
تبنا إلى الرحمن لا للدنا ... وليس توب المرء من حذقه
وإنما الله تعالى إذا ... أسعد ذا التوفيق من خلقه
تاب إليه وهدى قلبه ... وأسند الفعل إلى صدقه
وقال الأخ رحمه الله تعالى موالياً:
شر الفتى الحر لا يكذب ولا يغتاب ... ولا يطل على جاره ولو من باب
ولا يذم صديقه إن حضر أو غاب ... ولا يدمدم، وإن ضاقت به الأسباب
وقال رحمه الله تعالى ذو بيت:
يا مالك رقي رق مالي راقي ... أنعم عجلاً علي بالدرياق
إن متّ جوىً على غرام راقي ... إني لكم من جملة العشاق
وقال أيضاً:
إن كان على البعاد من نهواه ... لا يذكرنا فنحن لا ننساه
قد طال تشوقي إلى لقياه ... كم أصبر لا إله إلا الله
وقال موالياً أيضاً:
عوّذت حبي بطه والزمر مع قاف ... وهود والأنبياء والنمل والأحقاف
والفجر والحجر مع حم عسق ... والطور والنور والأنعام والأعراف
وقال رضي الله تعالى عنه: إذا ما أراد الله تقريب مبعد وساعده سعد، وسابقه الحسنى
تكلم توفيقاً بخير لسانه ... يصيب به من حيث يخطىء في المعنى
ومن لطائفه أنه كان يتردد إلى مسجد معمر على عادته، فرآه خراباً فقال لمتوليه: عمّره، وتكرر منه هذا القول، والمتولي يقول له: يا سيدي خنزرت الحائط فقال: