فما كل دار في الهوى دار زينب ... ولا كل خود بين أترابها هند
ولا كل مورود يرود له الظما ... ولا كل واد في الهوى لكم رند
أنا الفارس الصنديد والأسد الذي ... أبو العون من عزمي تذل له الأسد
فتحت رتوقاً كان صعباًمسدها ... وليس لها من بعد فتقي لها سد
وجردت سيف العزم في موكب الوفا ... بحد ذباب ما له أبداً غمد
وفارقت أغياري، وملت عن السوى ... وعند التساوي الأخذ والبذل والرد
فمن شاء فليرحل، ومن شاء فليقم ... فسيان عندي من يقيم ومن يغدو
فهذا زماني ليس فيه مشارك ... صناجق أعلام الحقيقة ما تبدو
فعش يا مريدي في هذا وسعادق ... لك العز والإقبال والجود والسعد
وكان رضي الله تعالى عنه كثيراًما ينشد هذه الأبيات المروية عن سيدي الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه:
إذا كان متا سيد في عشيرة ... رعاها وإن ضاق الخناق حماها
فما ذكرت إلا وأصبح شيخها ... وما افتخرت إلا وكان فتاها
وما ضربت بالأبرقين خيامنا ... فأصبح مأوى العارفين سواها
وكانت وفاة سيدي أبي العون بالرملة في سنة عشر وتسعمائة، وصلي عليه صلاة الغائب بجامع دمشق يوم الجمعة سبع عشر صفر من السنة المذكورة، وقبره - رضي الله تعالى عنه - داخل مدينة الرملة عليه بناء يقصد للزيارة والتبرك. أعاد الله تعالى علينا وعلى المسلمين من بركاته. آمين.
١٢٣ - محمد العجمي: محمد العجمي الشهير بالطواقي شيخ الزاوية الخوارزمية، ويراجعهم في أمر المظلومين وينصرهم، فلما ولي نيابة دمشق قانصوه البرج المحمدي كان يظهر الديانة والمحبة لأهل دمشق، وكان يكرم العلماء والصالدين، وكان ممن يكرمه صاحب الترجمة الشيخ محمد، وكان يتردد إليه في أمر المظلومين، ويراجع الدوادار وغيره في أمرهم، فلما توفي النائب المشار إليه في ليلة الخميس سادس عشري صفر سنة عشر وتسعمائة عامل الدوادار على الشيخ محمد جماعة من غوغاء دمشق، فجاؤوا ليلاً إلى الخوارزمية، فطعنوه بالسكاكين، ثم ذبحوه، وأخفوا رأسه وقلبه، وألقوا جثته في بئر الزاوية، ولم يستطع أهله دفعهم، ثم لما طلع النهار جاء الناس إلى الزاوية، فلم يجدوه، ثم رأوه في البئر، فأخرجوه وغسلوه وكفنوه، ودفن في الزاوية المذكورة، ثم كبر الأمر، وكثر الكلام في أمره، فأمر