للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والروض يعير وجنتيه ... وردا كهواي غير حائل

واللين يهزّ معطفيه ... كالغصن تهزّه الشّمائل

والكأس تلوح في يديه ... كالنّجم بأسعد المنازل

يسقيك بريقه مداما ... ما أملح ساقيا مواصل

يسبيك برقّة الحواشي ... عشقا ولكافّة الشمائل

ما أحسن ما وجدت خدّا ... إذ نجم صباي غير آفل

ومن مستحسن نزعاته: [البسيط]

يا راحلين وبي من قربهم أمل ... لو أغنت الحليتان القول «١» والعمل

سرتم وسار اشتياقي بعدكم مثلا ... من دونه السّامران الشّعر والمثل

وظلّ يعذلني في حبّكم نفر ... لا كانت المحنتان الحبّ والعذل

عطفا علينا ولا تبغوا بنا بدلا ... فما استوى التّابعان العطف والعمل

قد ذقت فضلكم دهرا فلا وأبي ... ما طاب لي الأحمران الخمر والعسل

وقد هرمت أسى من هجركم وجوى ... وشبّ مني اثنتان الحرص والأمل

غدرتم أو مللتم يا ذوي ثقتي ... لبّتكم «٢» الخصلتان الغدر والملل

قالوا: كبرت ولم تبرح كذا غزلا ... أزرى بك الفاضحان الشّيب والغزل

لم أنس يوم تنادوا «٣» للرحيل ضحى ... وقرب المركبان الطّرف والجمل

وأشرقت بهواديهم هوادجهم ... ولاحت الزّينتان الحلي والحلل

وودّعوني بأجفان ممرّضة ... تغضّها الرّقبتان الخوف والخجل

كم عفّروا بين أيدي العيس من بطل ... أصابه المضنيان الغنج والكحل

دارت عليهم كؤوس الحبّ مترعة ... وما أبى «٤» المسكران الخمر والمقل

وآخرين اشتفوا منهم بضمّهم ... يا حبّذا الشافيان الضّم والقبل

كأنما الرّوض منهم روضة أنف ... يزهى بها المثبتان السّهل والجبل

من مسترق «٥» الرّوابي والوهاد بهم ... ما راقه المعجبان الخصر والكفل