يا حادي العيس خذني مأخذا حسنا ... لا يستوي الضاديان «١» الرّيث «٢» والعجل
لم يبق لي غير ذكر أو بكا طلل ... لو ينفع الباقيان الذّكر والطّلل
يا ليت شعري ولا أنس ولا جذل ... هل يرفع الطّيّبان الأنس والجذل؟
ومن قوله على لسان ألثغ ينطق بالسّين ثاء ويقرأ بالرّويّين: [مخلع البسيط]
عمرت ربع الهوى بقلب ... لقوّة الحبّ غير ناكس ث
لبثت فيه أجر ذيل النّ ... حول أحبب به للابس ث
إن متّ شوقا فلي غرام ... نباته بالسّقام وادس ث
أمّا حديث الهوى فحقّ ... يصرف بلواه كلّ حادس ث
تعبت بالشّوق في حبيب ... أنا به ما حييت يائس ث
يختال كالغصن ماس فيه ... طرف فأزرى بكلّ «٣» مائس ث
دنيا تبدّت لكلّ وأي ... فهو لدنياه أيّ حارس ث
يلعب بالعاشقين طرّا ... والكلّ راضون وهو عابس ث
ومن شعره في الزهد يصف الدنيا بالغرور والكذب «٤» والزّور: [الكامل]
يا خاطب الدنيا، طلبت غرورا ... وقبلت من تلك المحاسن زورا
دنياك إمّا فتنة أو محنة ... وأراك في كلتيهما مقهورا
وأرى السنين تمرّ عنك سريعة ... حتى لأحسبهنّ صرن شهورا
بينا تريك أهلّة في أفقها ... أبصرتها في إثر ذاك بدورا
كانت قسيّا ثم صرن دوائرا ... لا بدّ أن ترمي الورى وتدورا
يأتي الظلام فما يسوّد رقعة ... حتى ترى مسطورها منشورا
فإذا الصباح أتى ومدّ رداءه ... نفض المساء رداءه المنشورا
يتعاقبان عليك، هذا ناشر ... مسكا وهذا ناشر كافورا
ما المسك والكافور إلّا أن ترى ... من فعلك الإمساك والتّكبيرا
أمسى على فوديك من لونيهما ... سمة تسوم كآبة وبسورا