وآه ثم آه ثم آه ... على نفسي أكرّرها مئينا
أخيّ، سمعت هذا الوعظ أم لا؟ ... ألا يا «١» ليتني في السامعينا
إذا ما الوعظ لم يورد بصدق ... فلا خسر كخسر الواعظينا
وقال يتشوّق إلى بيت الله الحرام، ويمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم: [البسيط]
شوق كما رفعت نار على علم ... تشبّ بين فروع الضّال والسّلم
ألفّه بضلوعي وهو يحرقها ... حتى يراني بريا ليس بالقلم
من يشتريني بالبشرى ويملكني ... عبدا إذا نظرت عيني إلى الحرم؟
دع للحبيب ذمامي واحتمل رمقي ... فليس ذا قدم من ليس ذا قدم
يا أهل طيبة، طاب العيش عندكم ... جاورتم خير مبعوث إلى الأمم
عاينتم جنّة الفردوس من كثب ... في مهبط الوحي والآيات والحكم
لنتركنّ بها الأوطان خالية ... ونسلكنّ لها البيداء في الظّلم
ركابنا تحمل الأوزار مثقلة ... إلى محطّ خطايا العرب والعجم
ذنوبنا، يا رسول الله، قد كثرت ... وقد أتيناك فاستغفر لمجترم
ذنب يليه على تكراره ندم ... فقد مضى العمر في ذنب وفي ندم
نبكي فتشغلنا الدنيا فتضحكنا ... ولو صدقنا البكا شبنا دما بدم
يا ركب مصر، رويدا يلتحق بكم ... قوم مغاربة لحم على وضم
فيهم عبيد تسوق العيس زفرته ... لم يلق مولاه قد ناداه في النّسم
يبغي إليه شفيعا لا نظير له ... في الفضل والمجد والعلياء والكرم
ذاك الحبيب الذي ترجى شفاعته ... محمد خير خلق الله كلّهم
صلّى عليه إله الخلق ما طلعت ... شمس وما رفعت نار على علم
ومن مقطوعاته العجيبة في شتى الأغراض، وهي نقطة من قطر، وبلالة من بحر، قوله مما يكتب على حمالة سيف، وقد كلف بذلك غيره من الشعراء بسبتة، فلمّا رآها أخفى كل منظومه، وزعم أنه لم يأت بشيء، وهو المخترع المرقص:
[البسيط]
جماله كرياض جاورت نهرا ... فأنبتت شجرا راقت أزاهرها
كحيّة الماء عامت فيه وانصرفت ... فغاب أوّلها فيه وآخرها