حوراء يرتاع الغزال إذا رنت ... بجفون خشف «١» في الخمائل رافع
تتلو الكتاب بغنّة وفصاحة ... فيميل نحو الذّكر قلب السامع
بسّامة عن لؤلؤ متناسق ... في ثغرها في نظمه متتابع
أنفاسها كالرّاح فضّ ختامها ... من بعد ما ختمت بمسك رائع
شمّاء دون تفاوت عربيّة ... ببسالة وشجاعة ومنازع
غيداء كالغصن الرّطيب إذا مشت ... ناءت بردف للتعجّل مانع
تخطو على رجلي حمامة أيكة ... مخضوبة تسبي فؤاد السامع
ووصفن لي من حسنها وجمالها ... ما البعض منه يقيم عذر الخالع
فدنوت واستأمنت بعد توحّشي ... وأطاع قلب لم يكن بمطاوع
فحملنني نحو الوليّ وجئنني ... بالشّاهدين وجلد كبش واسع
وبعرفه من نافع لتعادل ... والله عزّ وجلّ ليس بنافع
فشرطن أشراطا عليّ كثيرة ... ما كنت في حملي لها بمطاوع
ثم انفصلت وقد علمت «٢» بأنني ... أوثقت في عنقي لها بجوامع
وتركنني يوما وعدن وقلن لي ... خذ في البناء ولكن بمرافع
واصنع لها عرسا ولا تحوج إلى ... قاض عليك ولا وكيل رافع
وقرعت سنّي عند ذاك ندامة ... ما كنت لولا أن «٣» خدعت بقارع
ولزمتني حتى انفصلت بموعد ... بعد اليمين إلى النهار الرابع
فلو أنني طلّقت كنت موفّقا ... ونفضت من ذاك النكاح أصابعي
لكن طمعت بأن أرى الحسن الذي ... زوّرن لي فذممت سوء مطامعي
فنظرت في أمر البناء معجّلا ... وصنعت عرسا يا لها من صانع!
وطمعت أن «٤» تجلى ويبصر وجهها ... ويقرّ عيني بالهلال الطّالع
وظننت ذاك كما ذكرن ولم يكن ... وحصلت أيضا في مقام الفازع
وحملنني ليلا إلى دار لها ... في موضع عن كل خير سامع
دار خراب في مكان توحّش ... ما بين آثار هناك بلاقع
فقعدت في بيت صغير مظلم ... ولا شيء فيه سوى حصير الجامع