فسمعت حسّا عن شمالي منكرا ... وتنحنحا يحكي نقيق ضفادع
فأردت أن أنجو بنفسي هاربا ... ووثبت عند الباب وثبة جازع
فلقيتهنّ وقد أتين بجذوة ... فرددنني وحبسنني بمجامع
ودخلن بي في البيت واستجلسنني ... فجلست كالمضرور يوم زعازع
وأشرن لي نحو السّماء «١» وقلن لي ... هذي زويبعة وبنت زوابع
هذي خليلتك التي زوّجتها ... فاجلس هنا معها ليوم سابع
بتنا من «٢» النّعمى التي خوّلتها ... فلقد حصلت على رياض يانع
فنظرت نحو خليلتي متأمّلا ... فوجدتها محجوبة ببراقع
وأتيتها وأردت نزع خمارها ... فغدت تدافعني بجدّ وازع
فوجلتها في صدرها وحذوته ... وكشفت هامتها بغيظ صارع
فوجدتها قرعاء تحسب أنّها ... مقروعة في رأسها بمقارع
حولاء تنظر فوقها في ساقها ... فتخالها مبهوتة في الشارع
فطساء تحسب أنّ روثة أنفها ... قطعت فلا شلّت يمين القاطع
صمّاء تدعى بالبريح وتارة ... بالطّبل أو يؤتى لها بمقامع
بكماء إن رامت كلاما صوّتت ... تصويت معزى نحو جدي راضع
فقماء إن ما «٣» تلتقي أسنانها ... تفسو إذا نطقت فساء الشابع
عرجاء إن قامت تعالج مشيها ... أبصرت مشية ضالع أو خامع
فلقيتها وجعلت أبصق نحوها ... وأفرّ نحو دجى وغيث هامع
حيران أغدو في الزّقاق كأنني ... لصّ أحسّ بطالب أو تابع
حتى إذا لاح الصباح وفتّحوا ... باب المدينة كنت أوّل كاسع
والله ما لي بعد ذاك بأمرها ... علم ولا بأمور بيتي الضّائع
نثره: وفضّل الناس نظمه على نثره، ونحن نسلّم ذلك من باب الكثرة، لا من باب الإجادة. وهذه الرسالة معلمة بالشهادة بحول الله.
كتب إلى الشيخين الفقيهين الأديبين البليغين أبي بكر بن يوسف بن الفخّار، وأبي القاسم خلف بن عبد العزيز القبتوري: