أبيه السلطان الجليل الكبير، خدن العافية، ووليّ السلامة، وممهّد الدولة أبو سعيد عثمان بن أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق. واستمرّت ولايته إلى تمام أيام هذا الأمير، وكثيرا «١» من أيام من بعده. وقد تقدّم من ذكر السلطان أبي يوسف في اسم من تقدم من الملوك ما فيه كفاية.
وبتلمسان، الأمير أبو حمّو موسى بن عثمان بن يغمراسن، [سلطان بني عبد الواد، مذلّل الصّقع]«٢» ، والمثل «٣» السّائر في الحزم والتيقّظ، وصلابة الوجه، زعموا، وإحكام القحة، والإغراب في خبث «٤» السّيرة. واستمرّت ولايته إلى عام ثمانية عشر وسبعمائة، إلى أن سطا به ولده عبد الرحمن أبو تاشفين.
وبتونس، الأمير الخليفة أبو عبد الله محمد بن الواثق «٥» يحيى بن المستنصر محمد «٦» بن الأمير أبي زكريا بن أبي حفص «٧» . ثم توفي في ربيع «٨» الآخر عام تسعة «٩» وسبعمائة. فولي الأمر قريبه الأمير أبو بكر «١٠» عبد الرحمن بن الأمير أبي يحيى «١١» زكريا ابن الأمير [أبي إسحاق بن الأمير]«١٢» أبي زكريا بن عبد الواحد بن أبي حفص. ونهض إليه من بجاية قريبة السلطان أبو البقاء خالد ابن الأمير أبي زكريا ابن الأمير أبي إسحاق ابن الأمير أبي زكريا يحيى «١٣» بن عبد الواحد بن أبي حفص، فالتقيا «١٤» بأرض تونس، فهزم أبو بكر «١٥» ، ونجا بنفسه، فدخل بستانا لبعض أهل الخدمة، مختفيا فيه، فسعي به إلى أبي البقاء، فجيء به إليه، فأمر بعض القرابة بقتله صبرا، نفعه الله «١٦» . وتمّ الأمر لأبي البقاء في رابع جمادى الأولى منه، إلى أن وفد «١٧» الشيخ المعظم «١٨» أبو يحيى زكريا الشهير «١٩»