والورد في شطّ الخليج كأنّه ... رمد ألمّ بمقلة زرقاء
وكأنّ غصن «١» الزّهر في خضر الرّبى ... زهر النجوم تلوح بالخضراء
وكأنما جاء النّسيم مبشّرا ... للرّوض يخبره بطول بقاء
فكساه خلعة طيبه ورمى له ... بدراهم الأزهار رمي سخاء
وكأنّما احتقر الصّنيع فبادرت ... بالعذر «٢» عنه نغمة الورقاء
والغصن يرقص في حلى أوراقه ... كالخود في موشيّة خضراء
وافترّ ثغر الأقحوان بما رأى ... طربا وقهقه منه جري الماء
أفديه من أنس تصرّم فانقضى ... فكأنّه قد كان في الإغفاء
لم يبق منه غير ذكر أو منى ... وكلاهما سبب لطول عناء
أو رقعة من صاحب هي تحفة ... إنّ الرّقاع لتحفة النّبهاء
كبطاقة الوسميّ «٣» إذ حيّا بها ... إنّ الكتاب تحيّة الظّرفاء «٤»
وهي طويلة «٥» . وقال مراجعا عن كتاب أيضا: [الوافر]
ألا سمح الزمان به كتابا ... ذرى بوروده أنسي قبابا
فلا أدري أكانا تحت وعد ... دعا بهما لبرئي فاستجابا؟
وقد ظفرت يدي بالغنم منه ... فليت الدهر سنّى لي إيابا
فلو لم أستفد شيئا سواه ... قنعت بمثله علقا لبابا
إذا أحرزت هذا في اغترابي ... فدعني أقطع العمر اغترابا
رجمت بأنسه شيطان همّي ... فهل وجّهت طرسا أم شهابا؟
رشفت به رضاب الودّ عذبا ... يذكّرني شمائلك العذابا
وكدت أجرّ أذيالي نشاطا ... ولكن خلت قولهم تصابا
فضضت ختامه عنّي كأني ... فتحت بفضّه للروض بابا
فكدت أبثّه في جفن عيني ... لكي أستودع الزّهر السّحابا
وكنت أصونه في القلب لكن ... خشيت عليه أن يفنى التهابا
ولو أنّ الليالي سامحتني ... لكنت على كتابكم الجوابا