رويدا، إنّ بعض اللّوم لوم ... ومثلي لا ينهنهه الملام
ويوم نوى وضعت الكفّ فيه ... على قلب يطير به الهيام
ولولا أن سفحت به جفونا ... تفيض دما لأحرقها الضّرام «١»
وليل بتّه «٢» كالدّهر طولا ... تنكّر لي وعرّفه التّمام
كأنّ سماءه «٣» زهر «٤» تجلّى ... بزهر الزّهر والشّرق «٥» الكمام
كأنّ البدر تحت الغيم وجه ... عليه من ملاحته لثام
كأنّ الكوكب الدّرّي كأس ... وقد رقّ الزّجاجة والمدام
كأنّ سطور أفلاك الدّراري ... قسيّ والرّجوم لها سهام
كأنّ مدار قطب بنات نعش ... نديّ والنجوم به ندام
كأنّ بناته الكبرى جوار ... جوار والسّهى فيها غلام
كأنّ بناته الصّغرى جمان ... على لبّاتها منها «٦» نظام
كواكب بتّ أرعاهنّ حتى ... كأنّي عاشق وهي الذّمام
إلى أن مزّقت كفّ الثّريّا ... جيوب الأفق وانجاب الظلام
فما خلت انصداع الفجر إلّا ... قرابا ينتضى منه حسام
وما شبّهت وجه الشمس إلّا ... لوجهك «٧» أيها الملك الهمام
وإن شبّهته بالبدر يوما ... فللبدر الملاحة والتّمام
تهلّل منه حسن الدهر حتى ... كأنّك في محيّاه ابتسام
وعرف ما تنكّر من معال ... كأنّك لاسمها ألف ولام
وملء العين منك جلال مولى ... صنائعه كغرّته وسام
إذا ما قيل في يده غمام ... فقد بخست وقد خدع الغمام
وحشو الدّرع أروع غالبيّ ... يراع بذكره الجيش اللهام
إذا ما سلّ سيف العزم يوما ... على أمر فسلّم يا سلام