تناهى مجده كرما وبأسا ... فما يدري أمحيا أم حمام
نمّته للمكارم والمعالي ... سراة من بني نصر كرام
هم الأنصار هم نصروا وآووا ... ولولا المسك ما طاب الختام
وهم قادوا الجيوش لكلّ فتح ... ولولا الجدّ ما قطع الحسام
وهم منحوا الجزيرة من حماهم ... جوارا لا يذمّ ولا يضام
فمن حرب تشيب له النّواصي ... وسلم تحيّته سلام
بسعدك، يا محمد، عزّ دين ... له بعد «١» الإله بك اعتصام
وباسمك تمّ للإسلام سلم ... وغبّ السّلم نصر مستدام
وكان مرامه صعبا ولكن ... بحمد الله قد سهل المرام
أدام الله أمرك من أمير ... ففيه لكل مكرمة دوام
وأنت العروة الوثقى تماما ... وما للعروة الوثقى انفصام
وروح أنت والجسم المعالي ... ومعنى أنت واللّفظ «٢» الأنام
إذا ما ضاقت الدنيا بحرّ ... كفاه لثم كفّك والسلام
ومن شعره أيضا: [الطويل]
أواصلتي يوما وهاجرتي ألفا ... وصالك ما أحلى وهجرك ما أجفا!
ومن عجب للطّيف أن جاء واهتدى ... فعاد عليلا عاد كالطّيف أم أخفى
فيا سائرا، لولا التخيّل ما سرى ... ويا شاهدا، لولا التعلّل ما أغفى
ألمّ فأحياني وولّى فراعني ... ولم أر أجفى منك طبعا ولا أشفى
بعيني شكواي للغرام وتيهه ... إلى أن تثنّى عطفه فانثنى عطفا
فعانقته شوقا وقبّلته هوى ... ولا قبلة تكفي ولا لوعة تطفا
ومن نزعاته العجيبة قوله، وقد سبق إلى غرضه غيره: [البسيط]
يا طلعة الشمس إلّا أنه قمر ... أمّا هواك فلا يبقي ولا يذر
كيف التخلّص من عينيك لي ومتى ... وفيهما القاتلان الغنج والحور
وكيف يسلي فؤادى عن صبابته ... ولو نهى النّاهيان الشّيب والكبر
أنت المنى والمنايا فيك قد جمعت ... وعندك الحالتان النّفع والضّرر