ولي من الشّوق ما لا دواء له ... ومنك لي الشّافيان القرب والنّظر
وفي وصالك ما أبقي به رمقي ... لو ساعد المسعدان الذّكر والقدر
وكان طيف خيال منك يقنعني ... لو يذهب المانعان الدّمع والسّهر
يا نابيا، لم يكن إلّا ليملكني ... من بعده المهلكان الغمّ والغير
ما غبت إلّا وغاب الجنس أجمعه ... واستوحش المؤنسان السّمع والبصر
بما تكنّ ضلوعي في هواك بمن ... يعنو له السّاجدان النّجم والشجر
أدرك بقيّة نفس لست مدركها ... إذا مضى الهاديان العين والأثر
ودلّ حيرة مهجور بلا سبب ... يبكي له القاسيان الدّهر والحجر
وإن أبيت فلي من ليس يسلمني ... إذا نبا المذهبان الورد والصّدر
مؤيّدا لملك بالآراء يحكمها ... في ضمنها المبهجان اليمن والظّفر
من كالأمير أبي عبد الإله إذا ما ... خانت القدمان البيض والسّمر
الواهب الخيل آلافا وفارسها ... إذا استوى المهطعان الصّرّ والصّبر
والمشبه اللّيث في بأس وفي خطر ... ونعمت الحليتان البأس والخفر
تأمّن الناس في أيامه ومشوا ... كما مشى الصّاحبان الشاة والنّمر
وزال ما كان من خوف ومن حذر ... فما يرى الدّايلان الخوف والحذر
رأيت منه الذي كنت أسمعه ... وحبّذا الطّيّبان الخبر والخبر
ما شئت من شيم عليا ومن شيم ... كأنها الرّائقان الظّلّ والزّهر
وما أردت من إحسان ومن كرم ... ينسى به الأجودان البحر والمطر
وغرّة يتلألأ من سماحتها ... كأنها النّهران الشمس والقمر
إيه، فلولا دواع من محبّته ... لم يسهل الأصعبان البين والخطر
نأيت عنه اضطرارا ثم عدت له ... كما اقتضى المبرمان الحلّ والسّفر
فإن قضى الله أن يقضي به أملي ... فحسبي المحسبان الظّلّ والثّمر
ولست أبعد إذ والحال متّسع ... أن يبلغ الغائبان السّؤل والوطر
ومن شعره في أغراض متعددة، قال في الليل والسّهر: [مجزوء السريع]
أطال ليلي الكمد ... فالدهر عندي سرمد
وما أظنّ أنه ... ليلة الهجر غد
يا نائما عن لوعتي ... عوفيت ممّا أجد
ارقد هنيّا إنّني ... لا أستطيع أرقد
لواعج ما تنطفي ... وأدمع تضطرد