وكبدي كبد الهوى ... وأين منّي الكبد؟
ولا تسل عن جلدي ... والله ما لي جلد
ومن شعره أيضا في المقطوعات: [السريع]
وليلة قصّر من طولها ... بزورة من رشا نافر
استوفر الدهر بها غالطا ... فأدغم الأوّل والآخر
وقال من قصيدة مغربة في الإحسان «١» : [السريع]
وليلة نبّهت أجفانها ... والفجر قد فجّر نهر النهار
والليل كالمهزوم يوم «٢» الوغا ... والشّهب مثل الشّهب «٣» عند الفرار
كأنما استخفى السّها خيفة ... وطولب النّجم بثأر فثار
لذاك ما شابت نواصي الدّجى ... وطارح النّسر أخاه فطار
وفي الثّريّا قمر سافر ... عن غرّة غيّر منها الشّفار «٤»
كأنّ عنقودا بها ماثل «٥» ... إذ صار كالعرجون عند السّرار
كأنها تسبك ديناره ... وكفّها تفتل منه سوار «٦»
كأنما الظّلماء مظلومة ... تحكّم الفجر عليها فجار
كأنما الصّبح لمشتاقه ... إقبال دنيا «٧» بعد ذلّ افتقار
كأنما الشمس وقد أشرقت ... وجه أبي عبد الإله استنار
وفي وصف البحر والأنهار وما في معنى ذلك: [البسيط]
البحر أعظم مما أنت تحسبه ... من لم ير البحر يوما ما رأى عجبا
طام له حبب طاف على زورق ... مثل السماء إذا ما ملئت شهبا
وقال في وصف نهر: [الطويل]
وأزرق محفوف بزهر كأنّه ... نجوم بأكناف المجرّة تزهر
يسيل على مثل الجمان مسلسلا ... كما سلّ عن غمد حسام مجوهر