وقد صافح الأدواح من صفحاته ... وحتى «١» حباب بالنّسيم مكسّر
فما كان في عطف الخليج قلامة ... وما كان في وجه الغدير فمغفر
وفي العقل والتّغرّب: [السريع]
ما أحسن العقل وآثاره ... لو لازم الإنسان إيثاره
يصون بالعقل الفتى نفسه ... كما يصوم الحرّ أسراره
لا سيما إن كان في غربة ... يحتاج أن يعرف مقداره
ومن وصفه الجيش والسلاح: [الكامل]
وكتيبة بالدّارعين كثيفة ... جرّت ديول الجحفل الجرّار
روض المنايا بينها القضب التي ... زفّت بها الرّايات كالأزهار
فيها الكماة بنو الكماة كأنهم ... أسد الشّرى بين القنا الخطّار
متهلّلين لدى اللّقاء كأنهم ... خلقت وجوههم من الأقمار
من كلّ ليث فوق برق خاطف ... بيمينه قدر من الأقدار
من كلّ ماض قد تقلّد مثله ... فيصبّ آجالا على الأعمار
لبسوا القلوب على الدروع وأسرعوا ... لأكفّهم نارا لأهل النار
وتقدّموا ولهم على أعدائهم ... حنق العدا وحميّة الأنصار
فارتاع ناقوس بخلع لسانه ... وبكى الصّليب لذلّة الكفّار
ثم انثنوا عنه وعن عبّاده و ... قد أصبحوا خبرا من الأخبار
وفي السّيف: [البسيط]
وأبيض صيغ من ماء ومن لهب ... على اعتدال فلم يخمد ولم يسل
ماضي الغرار يهاب العمر صولته ... كأنما هو مطبوع من الأجل
أبهى من الوصل بعد الهجر منظره ... حسنا وأقطع من دين على ملل «٢»
وأسمر ظنّ أن «٣» ما كل سابغة ... فخاض كالأيم يستشفي من النّهل
هام الكماة به حبّا ولا عجب ... من لوعة بمليح القدّ معتدل
إذا الطّعين تلقّاه وأرعفه ... حسبته عاشقا يبكي على طلل