يرحّل الليل يحيى بالصراخ فما ... يصدّه كلل عنه ولا ملل
رأيته قد وهت «١» منه القوى فهوى ... للأرض فعلا يريه الشّارب الثّمل
لو يفتدى بديوك الأرض قلّ له ... ذاك الفداء «٢» ولكن فاجأ الأجل
قالوا الدّواء فلم يغن الدّواء «٣» ولم ... ينفعه من ذاك ما قالوا وما فعلوا
أمّلت فيه ثوابا أجر محتسب ... إن قلت «٤» ذلك «٥» صحّ القول والعمل
وأمره السلطان أبو عبد الله سادس الملوك النّصريين في بعض أسفاره، وقد نظر إلى شلير «٦» ، وتردّى بالثلج وتعمّم، وكمل ما أراد من بزّته وتمّم، أن ينظم أبياتا في وصفه، فقال بديهة «٧» : [الطويل]
وشيخ جليل القدر قد طال عمره ... وما عنده علم بطول ولا قصر
عليه لباس أبيض باهر السّنا ... وليس بثوب أحكمته يد البشر
وطورا «٨» تراه كلّه كاسيا به ... وكسوته فيها لأهل النّهى عبر
وطورا تراه عاريا ليس يشتكي «٩» ... لحرّ «١٠» ولا برد من الشمس والقمر
وكم مرّت الأيام وهو كما ترى ... على حاله لم يشك ضعفا ولا كبر
فذاك «١١» شلير شيخ غرناطة التي ... لبهجتها في الأرض ذكر قد انتشر «١٢»
بها ملك سامي المراقي أطاعه ... كبار ملوك الأرض في حالة الصّغر
تولّاه ربّ العرش منه بعصمة ... تقيه مدى الأيام من كلّ ما ضرر
نثره: ونثره كثير ما بين مخاطبات، وخطب، ومقطعات، ولعب، وزرديّات شأنها عجب. فمن ذلك ما خاطب به الرئيس أبا سعيد بن نصر يستجدي أضحية: