دخوله غرناطة: ورد «١» على الأندلس في أوائل «٢» شهر ربيع الأول من عام أربعة وستين وسبعمائة، واهتزّ له السلطان، وأركب خاصّته لتلقّيه، وأكرم وفادته، وخلع عليه، وأجلسه بمجلسه الخاص «٣» ، ولم يدّخر عنه برّا ومؤاكلة ومطايبة وفكاهة.
وخاطبني لما حلّ بظاهر الحضرة مخاطبة لم تحضرني الآن، فأجبته عنها بقولي «٤» : [الطويل]
حللت حلول الغيث في البلد المحل ... على الطائر الميمون والرّحب والسّهل
لقد نشأت عندي للقياك غبطة ... تنسّي اغتباطي بالشّبيبة والأهل «٦»
أقسمت «٧» بمن حجّت قريش لبيته، وقبر صرفت أزمّة الأحياء لميته، [ونور ضربت الأمثال بمشكاته «٨» وزيته، لو خيّرت أيها الحبيب] «٩» الذي زيارته الأمنية السّنيّة، والعارفة الوارفة، واللطيفة المطيفة، بين رجع الشّباب يقطر ماء، ويرفّ نماء، ويغازل عيون الكواكب، فضلا عن الكواعب، إشارة وإيماء، بحيث لا الوخط «١٠» يلمّ بسياج لمّته، أو يقدح ذبالة «١١» في ظلمته، أو يقوم حواريّه في ملّته «١٢» ، من الأحابش وأمّته، وزمانه روح وراح، ومغدى في النّعيم ومراح، وقصف صراح «١٣» ، [ورقّى «١٤» وجراح،] «١٥» وانتحاب «١٦» واقتراح، وصدور ما بها إلّا انشراح، ومسرّات تردفها أفراح. وبين قدومك خليع الرّسن، ممتّعا والحمد