للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملك ينصّ له الآلاء عزته ... على السعادة في الدارين فرقانا

العاطر الذّكر ترتاح النفوس له ... تخال فيه لها روحا وريحانا

السّاحر المنطق في شتّى العلوم ... إذا سألت منه لوجه الرّشد هانا

كسا الزمان ثياب الفضل حتى ... قضا عن منكبي صرفه ظلما وعدوانا

وعظّم الشرع حتى أنّ داعيه ... لا يستطيع له المدعوّ عصيانا

ومنها في ذكر الإعذار:

لله درّك يا مولاي من ملك ... شيّدت بالحق للإسلام بنيانا

ولم تبال ببذل المال في غرض ... يعمّ بالفضل ولدانا وبلدانا

وقمت في الولد الميمون طائره ... بسنّة الدين إكمالا وإتقانا

بدا لنا قمرا «١» ترنو العيون له ... مقلّدا من نطاق المجد شهبانا

وقام يسحب أذيال الجمال على ... بساط ملكك بالإعذار جذلانا

خجلان بالقصور عن بلوغ مدا ... من العلى بل الحسن منه قد بانا

فدته أنفسنا لو كان يقبلها ... منّا وكانت على الإبلال قربانا

فيا دما سال عن تقوى فعاد له ... بين الدّماء طهورا طيّبا زانا

ولا دليل على الغفلة المعبّر عنها بالسلامة والذهول كقوله: وقمت في الولد الميمون طائره. ومن ذلك قوله يخاطب صاحب العلامة بالمغرب أبا القاسم بن رضوان «٢» : [الطويل]

لك الله قلبي في هواك رهين ... وروحي عني إن رحلت ظعين

ملكت بحكم الفضل كلّي خالصا ... وملكك للحرّ الصّريح يزين

فهب لي من نطقي بمقدار ما به ... يترجم سرّ في الفؤاد دفين

فقد شملتنا من رضاك ملابس ... وسحّ لدينا «٣» من نداك معين

أعنت على الدهر الغشوم ولم تزل ... بدنياك في الأمر المهمّ تعين

وقصّر من لم تعلم النفس أنه ... خذول إذا خان الزمان يخون