وإني بحمد الله عنه لفي غنى ... وحسبي صبر عن سواك يصون
أبى لي مجد عن كرام ورثته ... وقوفا بباب للكرام «١» يهين
ونفسي «٢» سمت فوق السّماكين همّة ... وما كلّ نفس بالهوان تدين
ولمّا رأت عيني محيّاك أقسمت ... بأنّك للفعل الجميل ضمين
وعاد لها الأنس الذي كان قد مضى ... بريّة إذ شرخ الشّباب خدين «٣»
بحيث نشأنا لابسين حلى التّقى ... وكلّ بكلّ عند ذاك ضنين
أما وسنى تلك الليالي وطيبها ... ووجد غرامي والحديث شجون «٤»
وفتيان صدق كالشّموس وكالحيا ... حديثهم ما شئت عنه يكون
لئن نزحت تلك الدّيار فوجدنا ... عليها له بين الضّلوع أنين
إذا مرّ حين زاده الشوق جدّة ... وليس يعاب «٥» للرّبوع حنين «٦»
لقد عبثت أيدي الزمان بجمعنا ... وحان افتراق لم نخله يحين
وبعد التقينا في محلّ تغرّب ... وكلّ الذي دون الفراق يهون
فقابلت بالفضل الذي أنت أهله ... وما لك في حسن الصنيع قرين
وغبت وما غابت مكارمك التي ... على شكرها الرّبّ العظيم يعين
يمينا لقد أوليتنا منك نعمة ... تلذّ بها عند العيان عيون
ويقصر عنها الوصف إذ هي كلّها ... لها وجه حرّ بالحياء مصون
ولمّا قدمت الآن زاد سرورنا ... ومقدمك الأسنى بذاك قمين «٧»
لأنك أنت الرّوح منّا وكلّنا ... جسوم، فعند البعد كيف تكون
ولو كان قدر الحبّ فيك لقاؤنا ... إليك لكنّا باللّزوم ندين
ولكن قصدنا راحة المجد دوننا «٨» ... فراحته شمل الجميع تصون