هنيئا هنيئا أيها العلم الرّضا ... بما لك في طيّ القلوب كمين
لك الحسن والإحسان والعلم والتّقى ... فحبّك دنيا للمحبّ ودين
وكم لك في دار «١» الخلافة من يد ... أقرّت لها بالصّدق منك مرين
وقامت عليها للملوك أدلّة ... فأنت لديها ما حيّيت مكين
فلا وجه إلّا وهو بالبشر مقبل «٢» ... ولا نطق إلّا عن علاك مبين
بقيت لربع الفضل تحمي ذماره «٣» ... صحيحا كما قد صحّ منك يقين
ودونك يا قطب المعالي بنيّة ... من الفكر عن حال المحبّ تبين
أتتك ابن رضوان تمتّ بودّها ... وما لسوى الإغضاء منك ركون
فخلّ انتقاد البحث عن هفواتها ... ومهّد لها بالسّمح حيث تكون
وخذها على علّاتها فحديثها ... حديث غريب قد عراه سكون
ومن شعره قوله في ليلة الميلاد الكريم من قصيدة «٤» : [الطويل]
خليليّ، مرّا على أرض «٥» مأرب ... ولا تعذلاني إنني غير آئب
وهي طويلة أثبتت في الرّحلة، فلينظرها هنالك من أراد استيفاء غرضها.
نثره: من أمثل ما صدر عنه في غرض غريب، وهو وصف نخلة بإزاء باب الحمراء. ونثره كثير، ولكنا اخترنا له ما اختار لنفسه، وأشاد بشفوفه على أبناء جنسه:
يا أيها الأخلّاء الذين لهم الصّنائع، التي تحسدها الغمائم، والبدائع التي تودّها بدلا من أزهارها الكمائم، بقيتم وشملكم جميع، وروض أملكم مريع، والكل منكم للغريب الحسن من حديث المحبّ سميع: [الوافر]
بأرض النخل قلبي مستهام ... فكيف يطيب لي عنها المقام؟
لذاك إذا رأيت لها شبها ... أقول وما يصاحبني ملام
ألا يا نخلة من ذات عرق ... عليك ورحمة الله السلام
فسلّمت يوما تسليم المبرّة، على مدنها الحرّة البرّة، جارة حائط الدار، الواقفة للخدمة كالمنار، على سدّة الجدار، بياض النهار، وسواد الليل المتلفّعة بشعار